تغير المناخ خلال العصر الجليدي ساهم في تطور البشرية من خلال منح أسلاف البشر القدماء أدمغة أكبر

عادات أشباه البشر خلال العصر الجليدي ساهمت في تطور الدماغ البشري

وجد باحثون من جامعة واشنطن في سانت لويس زيادة مهمة في أحجام دماغ أشباه البشر القدامى "أسلاف البشرية" خلال المراحل الجليدية التي حدثت في كوكب الأرض منذ أكثر من 600000 عام.

طور الفريق محاكاة حاسوبية من أجل توضيح، بالاعتماد على الرياضيات، كيف أن عادات التزاوج الجديدة و "التعاون بين الأبوين" اللازمة للبقاء على قيد الحياة خلال العصر الجليدي الشديد القسوة كان من الممكن أن "يسرع" تطور الدماغ البشري وزيادة حجمه.

تغير المناخ خلال العصر الجليدي ساهم في تطور القدرات البشرية

اقترحت المحاكاة أن أشباه البشر يبحثون عن رفقاء مشابهين لهم بسبب الأهمية المتزايدة للحصول على الضروريات مثل النار والطعام والمأوى للبقاء على قيد الحياة في البرد القاتل.

من الممكن أن عادات التزاوج الجديدة، التي يسميها الباحثون "التزاوج المتنوع الإيجابي"، قد ساعدت أيضاً في تطوير القدرات البشرية المهمة مثل تطوير التواصل القائم على استخدام اللغة والنار.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن زيادة البراعة والاستعداد للتعاون بين الآباء، وفقاً للدراسة، كان من شأنه أن يساعد أسلاف البشرية بشكل كبير على منع الوفيات المرتبطة بالبرد، بما في ذلك انخفاض درجة حرارة الجسم.

تغير المناخ كان عاملاً مهماً لتطور أشباه البشر

ووفقاً للمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، الاقتصادي بروس بيترسن: "لطالما قيل أن تغير المناخ كان محركاً مهماً لتطور أشباه البشر، مع إيلاء اهتمام كبير للمراحل الجليدية".

وقال بيترسن: "في أصل الإنسان، ركز تشارلز داروين بشكل كبير على الانتقاء الجنسي لتطور أشباه البشر، ومع ذلك، تم بعد ذلك تجاهل دورها كقوة تطورية إلى حد كبير لأكثر من قرن من الزمن".

تغير المناخ خلال العصر الجليدي ساهم في تطور الدماغ البشري وزيادة حجمه

وبعبارة أخرى، أدى العصر الجليدي وصعوبة الحياة خلاله إلى تحسين فرص الآباء الأذكياء الذين يتعاونون مع بعضهم البعض بشكل أفضل ويعلمون أطفالهم جيداً.

استخدم بيترسن البيانات التطورية والمناخية لتطوير المحاكاة ووجد أن "فترات التغير المناخي الحاد'' التي بدأت بالعصر الجليدي الكبير منذ 676000 إلى 621000 سنة قد أدت إلى فترة من الانتقائية الجنسية المتزايدة، وأكد بيترسون أن هذا العصر الجليدي كان من شأنه أن يؤدي إلى ما يسميه: "التزاوج المتنوع الإيجابي".

وعندما تحول أشباه البشر إلى صيد الحيوانات الصغيرة والفرائس السريعة، طور البشر قدرات معرفية أعلى وشهدوا نمواً كبيراً في حجم الدماغ من 650 سم مكعب إلى 1500 سم مكعب.