أصبح متوسط العمر المتوقع للنساء الآن أطول بـ 5.8 سنوات من متوسط عمر الرجال، وهو اتجاه يقول الباحثون أنه ناتج جزئياً عن جائحة كوفيد، ومشاكل تعاطي الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية.
اتساع فجوة متوسط العمر بين الرجال والنساء
يعد موت الرجال قبل ما يقرب من ست سنوات من وفاة النساء الآن، أكبر فجوة في متوسط العمر المتوقع بين الجنسين منذ عام 1996، وفقاً لبحث جديد بقيادة جامعة هارفارد للصحة العامة وجامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو.
كانت الفجوة في متوسط العمر المتوقع بين الجنسين التي وصلت إلى 5.8 سنة في عام 2021، بمثابة قفزة كبيرة من 4.8 سنة في عام 2010، وذلك عندما كانت الفجوة في أصغر مستوياتها في التاريخ الحديث.
وكان الوباء، الذي ألحق خسائر غير متناسبة بالرجال، أكبر مساهم في اتساع الفجوة من عام 2019 إلى عام 2021، تليها الإصابات غير المتعمدة وحالات التسمم ومعظمها جرعات زائدة من المخدرات، والحوادث والانتحار.
وقال المؤلف الأول براندون يان، وهو طبيب مقيم في قسم الطب الداخلي بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، وباحث مشارك في جامعة هارفارد: "لقد كان هناك الكثير من الأبحاث حول انخفاض متوسط العمر المتوقع في السنوات الأخيرة، ولكن لم يقم أحد بتحليل منهجي لسبب اتساع الفجوة بين الرجال والنساء منذ عام 2010".
ارتفاع معدل وفيات الرجال بسبب اضطرابات الصحة النفسية
وانخفض متوسط العمر المتوقع في الولايات المتحدة مثلاً في عام 2021 إلى 76.1 عاماً، من 78.8 عاماً في عام 2019، و 77 عاماً في عام 2020، ويُعزى قصر عمر الرجال جزئياً إلى ما يسمى "الموت بسبب اليأس"، حيث يشير المصطلح إلى زيادة الوفيات لأسباب تتعلق بالصحة النفسية مثل: "الانتحار، اضطرابات تعاطي المخدرات، أمراض الكبد الكحولية"، والتي غالباً ما ترتبط بالصعوبات الاقتصادية والاكتئاب والتوتر.
وقال يان: "على الرغم من ارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن جرعات زائدة من المخدرات والقتل لكل من الرجال والنساء، فمن الواضح أن الرجال يشكلون جزءاً غير متناسب بشكل متزايد من هذه الوفيات".
وباستخدام بيانات من المركز الوطني للإحصاءات الصحية، حدد يان وزملاؤه الباحثون من جميع أنحاء البلاد أسباب الوفاة التي أدت إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع أكثر من غيره، ثم قاموا بتقدير التأثيرات على الرجال والنساء لمعرفة مدى مساهمة الأسباب المختلفة في هذه الفجوة.
الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب فيروس كورونا
قبل جائحة كوفيد، كان أكبر المساهمين هم الإصابات غير المتعمدة والسكري والانتحار والقتل وأمراض القلب، ولكن خلال وباء كورونا، كان الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب الفيروس.
ويرجع ذلك على الأرجح إلى عدد من الأسباب، بما في ذلك الاختلافات في السلوكيات الصحية، فضلاً عن العوامل الاجتماعية، مثل خطر التعرض في العمل، والإحجام عن طلب الرعاية الطبية، وعدم الاستقرار في السكن.
وصرح يان: "لقد قدمنا رؤى ثاقبة لحالة مثيرة للقلق، يجب أن تساعد الأبحاث المستقبلية في تركيز تدخلات الصحة العامة نحو المساعدة في عكس هذا الانخفاض في متوسط العمر المتوقع".