مزاعم أمريكية جديدة حول الدعم العسكري الكوري الشمالي لموسكو

الرصد العسكري

الولايات المتحدة تتهم كوريا الشمالية بإرسال صواريخ باليستية إلى روسيا

27 تشرين الثاني 2023 17:01

أفادت وزارة الدفاع الأمريكية DoD أن كوريا الشمالية أرسلت أكثر من 1000 حاوية من الأسلحة والذخيرة بما في ذلك الصواريخ الباليستية التكتيكية KN-23 إلى روسيا في شهر تشرين الأول 2023.

ويمثل هذا التطور تصعيداً كبيراً في تورط كوريا الشمالية في الصراع الأوكراني إن صحت هذه المزاعم، وتظهر الصور التي نشرتها الولايات المتحدة عدداً كبيراً من هذه الحاويات في مدينة ناجين، وهي مدينة ساحلية كورية شمالية بالقرب من الحدود الروسية، وبحسب ما ورد تم نقل هذه الأسلحة عبر روسيا إلى أحد المواقع بالقرب من الحدود الأوكرانية.

الدعم العسكري الكوري الشمالي لروسيا

وتظهر هذه الأخبار وسط شكوك حول الدعم العسكري الذي تقدمه كوريا الشمالية لروسيا، وعلى الرغم من الدعم الواضح الذي أبداه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للغزو الروسي لأوكرانيا، فإن المسؤولين الأميركيين لم يروا حتى الآن أي دليل ملموس على المساعدة العسكرية النشطة التي تقدمها كوريا الشمالية لروسيا، لكنهم حذروا من أن أي مساعدة من هذا القبيل ستكون لها تداعيات خطيرة على بيونغ يانغ.

موسكو تنفي الإدعادات الإمريكية حول دعم كوريا الشمالية العسكري لروسيا

ورداً على هذه الادعاءات، نفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف بشدة تلقي أي أسلحة من كوريا الشمالية، ودحض بيسكوف، الشهر الماضي، المزاعم الأمريكية، مشيراً إلى أن واشنطن فشلت في تقديم أي إثبات، وأكد أن روسيا ستحافظ على علاقاتها مع كوريا الشمالية وستعززها رغم هذه الاتهامات.

التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا

إن التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وروسيا له تاريخ معقد، شكلته التحولات الجيوسياسية والمصالح الاستراتيجية، وخلال التاريخ، وتحديداً أثناء الحرب الباردة، كان الاتحاد السوفييتي حليفاً رئيسياً ومورداً للأسلحة لكوريا الشمالية، حيث قدم مساعدات وخبرات عسكرية كبيرة، وساهمت هذه العلاقة بشكل كبير في تطوير القدرات العسكرية لكوريا الشمالية، ولكن مع انهيار الاتحاد السوفييتي، ضعف هذا التحالف، ونأت روسيا بنفسها، في ظل مناخ سياسي جديد، عن كوريا الشمالية، وانحازت أكثر إلى المصالح الغربية، وعلى الرغم من ذلك، كانت هناك تفاعلات واتفاقيات عرضية، ركزت في المقام الأول على مبيعات الأسلحة وتبادل التكنولوجيا العسكرية، مما يعكس علاقة مدفوعة أكثر بالملاءمة والمنافع المتبادلة بدلاً من المواءمة الأيديولوجية.

تكهنات حول دعم كوريا الشمالية لروسيا

وفي السنوات الأخيرة، كانت طبيعة التعاون الدفاعي بين كوريا الشمالية وروسيا موضوعاً للتكهنات والجدل، خاصة في سياق العقوبات الدولية والعزلة الدبلوماسية التي يواجهها كلا البلدين، وتشير الادعاءات، مثل تلك التي تتهم كوريا الشمالية بتزويد روسيا بالأسلحة، إلى احتمال إحياء أو تكثيف التعاون العسكري، ومع ذلك، فإن المدى الدقيق لهذا التعاون وطبيعته لا يزالان غامضين، وغالباً ما يخيم عليهما الخطاب الجيوسياسي والإنكار من كلا الطرفين، ومن المرجح أن مصلحة روسيا الاستراتيجية في الحفاظ على العلاقة مع كوريا الشمالية تتأثر برغبتها في ممارسة نفوذها في شرق آسيا وموازنة الوجود الأمريكي، في حين تسعى كوريا الشمالية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية واكتساب النفوذ السياسي.

مزاعم حول قيام كوريا الشمالية بتزويد روسيا بصواريخ باليستية

ومما زاد من تفاقم الوضع، أن المصادر كشفت أنه من بين الأسلحة التي تم شحنها إلى روسيا صاروخ KN-23، وهو صاروخ باليستي قصير المدى كوري شمالي، يشبه إلى حد كبير صاروخ إسكندر-إم Iskander الروسي، وقد استخدمت القوات الروسية صاروخ إسكندر على نطاق واسع في الصراع الدائر في أوكرانيا، مما أثار المخاوف بشأن التأثير المحتمل لتورط كوريا الشمالية في الحرب.

مواصفات الصواريخ البالستية الكورية الشمالية

صاروخ KN-23 هو صاروخ باليستي قصير المدى كوري شمالي، تم تصميمه على غرار نظام الصواريخ الروسي إسكندر، مع نظام دفع بالوقود الصلب يتيح إعداداً أسرع للإطلاق مقارنة بالصواريخ التي تعمل بالوقود السائل، والصاروخ قادر على حمل مجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية، بما في ذلك الرؤوس الحربية التقليدية وربما النووية، مما يجعله سلاحاً متعدد الاستخدامات في ترسانة كوريا الشمالية، ويتضمن تصميمه مساراً شبه باليستياً، مما يسمح للصاروخ بالمناورة أثناء الطيران، مما يزيد من صعوبة اعتراضه بأنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية.

إحدى الخصائص الرئيسية لـ KN-23 هي مداه ودقته، ويقدر مداه بحوالي 400 إلى 600 كيلومتر، مما يضع جزءاً كبيراً من شبه الجزيرة الكورية وأجزاء من اليابان في متناوله، ونظام توجيه الصاروخ متقدم، مما يوفر دقة محسنة مقارنة بالصواريخ الباليستية الكورية الشمالية الأقدم، وتشكل هذه الدقة المعززة، إلى جانب قدرته على المناورة وأوقات الطيران القصيرة نسبياً، تحدياً كبيراً لأنظمة الدفاع الصاروخي الإقليمية، مما يزيد من التهديد الاستراتيجي الذي تشكله كوريا الشمالية في سياق أمنها الإقليمي. 

المصدر: موقع Army Recognition