دراسة جديدة: مشاركة الوالدين في تربية أبنائهم المراهقين تعزز سلوكهم الاجتماعي الإيجابي

مشاركة الوالدين في تربية المراهقين تلعب دوراً حاسماً في سلوكهم الاجتماعي الإيجابي

في دراسة جديدة شملت مراهقين سويسريين، اكتشف الباحثون أن مشاركة الوالدين تزيد بشكل كبير من السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى أبنائهم المراهقين ولكنها لا تقلل بالضرورة من المشاكل النفسية.

ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة المراهقة المبكرة، وجود علاقة غير متوقعة في الاتجاهين بين السلوك الاجتماعي الإيجابي واستيعاب المشكلات، مما يتحدى الافتراضات السابقة حول نمو المراهقين.

مشاركة الوالدين تعزز السلوك الاجتماعي الإيجابي لدى المراهقين

لفهم تعقيدات تطور المراهقين، اهتم الباحثون منذ فترة طويلة بكيفية تأثير بعض العوامل مثل ضبط النفس ومشاركة الوالدين على السلوك الاجتماعي للشباب ورفاهتهم العاطفية، وأشارت الدراسات السابقة إلى أن المشاركة الإيجابية للوالدين قد تلعب دوراً حاسماً في تعزيز السلوك الاجتماعي الإيجابي، أي الأفعال التي تفيد الآخرين، والحد من المشكلات الداخلية مثل القلق والاكتئاب.

ومع ذلك، كانت تلك الدراسات السابقة في كثير من الأحيان تعاني الكثير من القيود، مثل أحجام العينات الصغيرة أو التركيز الضيق على فترات قصيرة من المراهقة، وتهدف الدراسة الجديدة إلى سد هذه الفجوات من خلال استكشاف هذه العلاقات على مدى فترة أطول، من مرحلة المراهقة المبكرة إلى أواخرها.

المراهقة المبكرة الفترة المحورية في نمو المراهقين

وقالت مؤلفة الدراسة فابيولا سيليتي، مرشحة لدرجة الدكتوراه في جامعة باري ألدو مورو: "قد تكون مرحلة المراهقة المبكرة، التي تتسم بالتقاء التحديات البيولوجية والنفسية والاجتماعية، فترة نمو محورية لبداية النتائج الإيجابية والسلبية في السنوات اللاحقة، مثل العلاقات الاجتماعية الإيجابية والمشاكل الداخلية بما في ذلك القلق والاكتئاب".

ترتبط الإيجابية الاجتماعية بكل من الصحة والرفاهية النفسية، لأن استيعاب المشاكل في مرحلة المراهقة يمكن أن يكون له آثار سلبية على النمو الاجتماعي والعاطفي والصحة مع تداعيات محتملة في السنوات اللاحقة، بما في ذلك احتمال استمرار مشاكل استيعابها حتى مرحلة البلوغ.

استيعاب المشكلات في فترة المراهقة تدعم التكيف لدى الشباب

كما أن تحديد تلك العوامل، على سبيل المثال، ضبط النفس ومشاركة الوالدين، التي كما تفترض الأبحاث حول المخاطر والمرونة، قد تعزز السلوك الاجتماعي الإيجابي وتعيق استيعاب المشكلات خلال فترة المراهقة، له قيمة كبيرة في تعزيز التكيف لدى الشباب على المدى القصير والطويل".

اعتمدت الدراسة على بيانات من مشروع زيوريخ للتنمية الاجتماعية للأطفال والشباب، وهي دراسة طولية متعددة التصنيفات بدأت في عام 2004، وركز الباحثون على البيانات التي تم جمعها خلال أربع مراحل عندما كان المشاركون في سن 11 و 13 و 15 و 17 عاماً تقريباً، وكان 1523 من المشاركين من المراهقين.

التأثير الإيجابي لانخراط الآباء في حياة المراهقين

كان أحد أهم الاكتشافات هو دور مشاركة الوالدين، ووجد الباحثون أنه عندما كان الآباء أكثر انخراطاً في حياة المراهقين من خلال التواصل المفتوح والدعم وإظهار الاهتمام بأنشطة أطفالهم، فإن الشباب يميلون إلى إظهار المزيد من السلوك الاجتماعي الإيجابي مع تقدمهم في السن، وكان هذا التأثير الإيجابي لمشاركة الوالدين ثابتاً من مرحلة المراهقة المبكرة إلى المتوسطة وحتى المرحلة المتأخرة.

المصدر: مجلة المراهقة المبكرة