مرضى التوحد لديهم اختلاف في معالجة الدماغ لمعلوماتهم الشخصية

علوم

البالغون المصابون بالتوحد يظهرون استجابات عصبية فريدة عندما يشاهدون صورهم الشخصية

8 كانون الثاني 2024 13:54

اكتشف الباحثون في دراسة جديدة أن البالغين المصابين بالتوحد يظهرون استجابة عصبية أقل من عادية عند مشاهدة صورهم ووجوههم مقارنة بالبالغين ذوي النمط العصبي الطبيعي، مما يشير إلى اختلافات فريدة في طريقة معالجة الدماغ للصور الشخصية، ويشير هذا البحث، باستخدام تقنيات تصوير الدماغ المتقدمة، أيضاً إلى أن هذه الاختلافات خاصة فقط بالتعرف على الوجوه ولا تنطبق على كيفية معالجة الأسماء.

استجابة مرضى التوحد للإشارات الاجتماعية

التوحد، المعروف أيضاً باسم اضطراب طيف التوحد ASD، هو حالة تطورية معقدة تتميز بوجود صعوبة في التفاعل الاجتماعي والسلوكيات والاهتمامات المحددة أو المتكررة، وقد يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية، وقد ينخرطون في سلوكيات متكررة مثل تحريك اليد بطريقة رتيبة، وغالباً ما يكون لديهم اهتمامات شديدة بموضوعات محددة.

لقد أظهرت الأبحاث السابقة باستمرار أن البشر عموماً لديهم تحيز قوي تجاه معالجة المعلومات المتعلقة بأنفسهم، ويُعتقد أن هذا التحيز الذاتي ضروري للتفاعلات الاجتماعية وبناء نماذج دقيقة خاصة بالبيئة الاجتماعية.

مرضى التوحد لديهم اختلاف في معالجة الدماغ لمعلوماتهم الشخصية

ونظراً لأهمية الوجوه والأسماء في التفاعلات الاجتماعية وأهميتها الكبيرة للفرد، فإن فهم كيفية معالجتها بشكل مختلف عند مرضى التوحد يمكن أن يوفر معلومات مهمة حول التحديات الاجتماعية التي يواجهها الأفراد المصابون بالتوحد.

وأوضحت مؤلفة الدراسة أنابيل نيغهوف، الباحثة في جامعة غينت: "لقد أصبح من الواضح بشكل متزايد أن هناك اختلافات في كيفية معالجة الأفراد المصابين بالتوحد للمعلومات المتعلقة بأنفسهم، وقد يكون هذا مرتبطاً بالصعوبات الاجتماعية التي يواجهونها، باستخدام تقنية تحليل مخطط كهربية الدماغ EEG الجديدة نسبياً، يمكننا اكتشاف الاختلافات الدماغية المحتملة في الاستجابة لاسم الشخص ووجهه في ما يزيد قليلاً عن دقيقة، بين البالغين المصابين بالتوحد والبالغين غير المصابين به".

ولفهم هذا الأمر بشكل أفضل، قام الباحثون بتجنيد ما مجموعه 58 شخصاً بالغاً، منهم 31 شخصاً مصاباً بالتوحد و 27 شخصاً من أصحاب النمط العصبي الطبيعي.

المصابون بالتوحد يظهرون استجابات فريدة في التعرف على وجوههم

عُرض على المشاركين صور لوجوههم، ووجوه أحد معارفهم المقربين، ووجوه أشخاص غرباء، بالإضافة إلى أسمائهم، واسم أحد المعارف المقربين، وأسماء غير مألوفة، وكانت الغاية هي قياس استجابات أدمغة المشاركين لهذه المحفزات المختلفة ومقارنة الأنماط بين الأفراد المصابين بالتوحد والأفراد الطبيعيين.

في المهمة التي تتضمن التعرف على الوجوه، أظهر البالغون ذوو النمط العصبي الطبيعي استجابة أقوى لوجوههم مقارنة بوجوه الأشخاص الآخرين سواء كانوا من المعارف أو من الأقرباء، ومع ذلك، أظهر البالغون المصابون بالتوحد استجابة محددة منخفضة لوجوههم، مما يشير إلى اختلاف فريد في التعرف على وجوههم، ولم تتم ملاحظة هذه النتيجة في المهمة التي تتضمن التعرف على الأسماء، حيث أظهر كل من البالغين المصابين بالتوحد والبالغين أصحاب النمط العصبي الطبيعي أنماطاً متشابهة بالنسبة للاستجابة العصبية، وأظهروا في المقام الأول تأثيرات الألفة، أي استجابة أقوى للأسماء المألوفة مقارنة بالأسماء الغريبة. 

المصدر: مجلة Cortex