العلاقة بين ظروف نمو الجنين في الرحم وصحة القلب في مرحلة البلوغ

علوم

دراسة تكشف وجود علاقة بين وزن الجنين عند الولادة وصحة القلب في مرحلة البلوغ

15 شباط 2024 14:35

بحثت دراسة فنلندية فريدة من نوعها في العلاقة بين ظروف النمو في الرحم وبين أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ، وتسلط نتائج الدراسة الضوء على أهمية العوامل الوراثية المشتركة بين الأم والطفل.

تمت دراسة العلاقة بين وزن الطفل عند الولادة وأمراض البالغين على نطاق واسع، وتشير معظم الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يولدون بأحجام صغيرة يكونون أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب في مرحلة البلوغ. 

العلاقة بين ظروف نمو الجنين في الرحم وصحة القلب في مرحلة البلوغ

وقد تمت مناقشة السبب البيولوجي لهذه الظاهرة منذ عقود من الزمن، ولكن لا يوجد تفسير علمي نهائي حتى الآن، ولكن إحدى النظريات الشائعة هي أن عدم كفاية المدخول الغذائي أثناء الحمل يؤثر على عملية التمثيل الغذائي للجنين أثناء نموه، مما يعرضه للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية خلال فترات الإفراط في التغذية.

تشير النتائج الأخيرة التي توصل إليها فريق البحث بقيادة الدكتور "تارو توكياينن" إلى أن العلاقة بين الوزن عند الولادة والمرض ترجع جزئياً إلى الجينات الخطرة التي تتقاسمها الأمهات والأطفال، ونشرت النتائج في مجلة علم الأحياء.

جينات الأم تؤثر على وزن الطفل عند الولادة وترتبط بخطر إصابته بأمراض القلب لاحقاً

ووجد الباحثون أن العوامل الوراثية المتعلقة بالأم والتي تؤثر على نمو الجنين في الرحم لها تأثير مستقل عن الوزن عند الولادة على خطر إصابة الطفل بأمراض القلب في وقت لاحق، ومع ذلك، يبدو أن هذه الجينات تلعب دوراً مهماً في خطر الإصابة بالأمراض فقط عندما تنتقل إلى الطفل.

وقال "جاكو لينونين" باحث ما بعد الدكتوراه في معهد الجينات الجزيئية في جامعة هلسنكي: "تؤثر بعض جينات الأم على ظروف نمو الطفل في الرحم وبالتالي وزن الطفل عند الولادة، ويرث الطفل بدوره نسخة من هذه الجينات من الأم".

تأثير العوامل الوراثية المشتركة بين الأم والطفل

وأوضح لينونين "عندما درسنا تأثير جينات الوزن عند الولادة على أمراض الأطفال في وقت لاحق من الحياة، وجدنا أن التغيرات الصغيرة في نمو الطفل قبل الولادة الناتجة عن جينات الأم من غير المرجح أن يكون لها تأثير كبير على خطر إصابة الطفل بالمرض كعامل مساعد، وبدلاً من ذلك، يبدو أن جينات الطفل تلعب دوراً أكثر أهمية في نوع المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها في المستقبل".

تم الحصول على نتائج البحث الجديدة من خلال النظر في البيانات الوراثية لكل من الأمهات وأطفالهن البالغين، وتستند النتائج إلى أكثر من 36 ألف زوج من الأمهات والأطفال، وجميعها مدرجة في دراسة الجينوم الفنلندية الكبيرة FinnGen.

صحة الأم وظروف نمو الجنين في الرحم تؤثر على صحة الطفل

وبحسب فريق البحث، فإن الدراسات الجينية السابقة أنتجت نتائج مختلفة جزئياً لأنها لم تتمكن من التمييز بين التأثيرات الجينية للأم والطفل.

وقال الدكتور "تارو توكياينن" الذي قاد الدراسة: "لقد أثبتت طريقة بحثنا، التي تستخدم البيانات الجينية من كل من الأمهات وأطفالهن في نفس الوقت، أنها وسيلة فعالة للغاية لمعرفة كيف يمكن أن تؤثر صحة الأم وظروف الطفل في الرحم على صحة الطفل".  

المصدر: مجلة علم الأحياء