لماذا يحاول العلماء تركيب الأدوية الجديدة في الفضاء؟

علوم

أسباب وفوائد التوجه لتصنيع وتركيب الأدوية الجديدة في الفضاء

23 آذار 2024 13:19

تمكنت إحدى الشركات الجديدة في كاليفورنيا مؤخراً من إعادة مجموعة من الأدوية المصنعة في الفضاء بواسطة قمر صناعي آلي، ولكن ما هي فوائد وتحديات صنع الأدوية في الفضاء؟

مهمة التصنيع الآلي للأدوية في الفضاء

في 21 شباط الماضي، هبطت كبسولة فضائية بقطر متر واحد في صحراء يوتا بعد ثمانية أشهر من بقائها في الفضاء، وكانت حمولتها مجموعة من أدوية ريتونافير، وهو دواء مضاد للفيروسات يستخدم في علاج فيروس نقص المناعة البشرية وفيروس كوفيد-19.

هدفت المهمة التي نفذتها شركة Varda للصناعات في الفضاء، إلى إظهار إمكانية التصنيع الآلي للأدوية في الفضاء، مما قد يمهد الطريق لطرق جديدة وأكثر كفاءة لتطوير الأدوية.

تم إطلاق مهمة Varda W-1 على متن صاروخ Falcon 9 التابع لشركة سبيس إكس في شهر حزيران 2023، ويبلغ وزن الكبسولة نفسها حوالي 90 كيلوغرام وهي قادرة نظرياً على تصنيع ما يقرب من 100 كيلوغرام من المنتجات على مدار عدة أشهر تقضيها في المدار.

ومع ذلك، وبالنسبة لهذه المهمة الأولية، تم تصنيع كمية صغيرة فقط من دواء ريتونافير في اختبار تجريبي مدته 27 ساعة.

وأشار التحليل إلى أن عملية التصنيع جرت كما هو مخطط لها، وبينما لم تتوفر النتائج النهائية بعد، فإن شركة Varda مشغولة حالياً بالتحضير لمهمة ثانية ستحمل حمولتها التجارية الأولى، ولكن لماذا تتكبد هذه الشركة كل هذا العناء؟

لماذا يحاول العلماء تركيب الأدوية الجديدة في الفضاء؟

على مدى العقود القليلة الماضية، أثبتت التجارب التي أجريت على متن محطة الفضاء الدولية والمركبات الفضائية الأخرى أنه من الممكن صنع كميات صغيرة من الأدوية في الفضاء، حيث اتضح أن ظروف الجاذبية الصغرى تجعل العديد من عمليات بناء الجزيئات البلورية المعقدة مثل البروتينات والأجسام المضادة المستخدمة في العديد من الأدوية لعلاج عدة أمراض من السرطان إلى أمراض القلب، تتصرف بشكل مختلف عما تفعل على الأرض.

وعلى سبيل المثال، فإن المحاليل السائلة التي تتشكل منها البلورات لم تعد منفصلة حسب الكثافة، بالإضافة إلى أن المواد الصلبة لا تسقط أو ترتفع داخلها بشكل طبيعي، ويعني انعدام الجاذبية أن أي هياكل تنمو لا تتشوه ولا تغير طبيعتها.

فوائد تصنيع الأدوية في الفضاء

وقالت البروفيسور "آن ويلسون" الباحثة في جامعة بتلر في إنديانابوليس، التي أجرت سلسلة من الأبحاث: "تشير الأدلة إلى أن البلورات التي يتم تركيبها في بيئة الجاذبية الصغرى لديها فرصة بنسبة 80% أو أكثر للتفوق على نظيراتها التي يتم تركيبها على كوكب الأرض، لقد أظهرت دراساتنا أن البلورات التي يتم تركيبها في الجاذبية الصغرى تكون أكثر تجانساً، وأفضل من الناحية الهيكلية، وغالباً ما تكون أكبر".

المصدر: موقع Science Focus