يتعرض الكثير منا لهذا السؤال مراراً وتكراراً في المقاهي والمطاعم: هل تفضل الماء العادي أم الفوّار؟ وربما لديك بالفعل تفضيل معين، لكن، هل هناك فرق بينهما من حيث التأثير على صحتك؟
إذا كنت من محبي الماء الفوار والفقاعات، فلا داعي للتخلي عنه، وإليك ما تحتاج معرفته.
ما الذي يجعل الماء فوّارا؟
يركز هذا المقال على مقارنة الماء العادي المفلتر مع الماء الفوّار المفلتر (المعروف أيضا بماء السيلتزر غير المنكّه)، ويُشابه الماء الفوّار منتجات أخرى مثل المياه الغازية والمياه المعدنية وماء التونيك والمياه المنكّهة، لكنها ليست نفس المنتج تماما.
تتكون الفقاعات في الماء الفوّار من خلال إضافة ثاني أكسيد الكربون إلى الماء المفلتر، مما ينتج حمض الكربونيك، ويجعل الماء الفوّار أكثر حموضة (بدرجة حموضة حوالي 3.5) مقارنة بالماء العادي (الذي تكون درجة حموضته أقرب إلى الحياد، وتتراوح بين 6.5 و 8.5).
أي المشروبات هي الأكثر صحة؟
الماء هو الوسيلة المثلى لترطيب أجسامنا، وتُظهر الأبحاث أن الماء العادي والماء الفوّار فعالان بشكل متساوٍ في تحقيق الترطيب.
يعتقد البعض أن الماء يكون أكثر صحة عندما يأتي من زجاجة محكمة الإغلاق، ولكن ماء الصنبور يتمتع بميزة إضافية وهي احتواؤه على الفلورايد، الذي يمكن أن يساعد في حماية الأطفال من تسوس الأسنان.
بالمقارنة، يُعد الماء الفوّار أو العادي أفضل بكثير من المشروبات المنكّهة والمحلاة صناعيا أو العصائر.
هل المياه الفوّارة مضرة لأسناني وعظامي؟
لا توجد أدلة تثبت أن الماء الفوّار يضر بالعظام، وفي حين يرتبط تناول كميات كبيرة من المشروبات الغازية بزيادة معدلات الكسور، إلا أن هذا يعود بشكل كبير إلى ارتباطها بزيادة معدلات السمنة.
الماء الفوّار أكثر حموضة من الماء العادي، ويمكن أن تؤدي الحموضة إلى تليين مينا الأسنان، وفي الحالة الطبيعية، لا داعي للقلق إلا إذا كان الماء الفوّار ممزوجا بالسكر أو الحمضيات، التي تحتوي على مستويات أعلى من الحموضة وقد تضر بالأسنان.
ومع ذلك، إذا كنت تعاني من عادة طحن الأسنان بشكل مستمر، فقد يزيد التليين من الضرر الذي تسببه هذه العادة، وإذا كنت تجري عملية تبييض الأسنان في المنزل، فقد يتسبب الماء الفوّار في تغير لون الأسنان.
في معظم الحالات الأخرى، يتطلب الأمر شرب كميات كبيرة من الماء الفوّار ومروره على الأسنان لفترة طويلة ليتسبب في أي ضرر ملحوظ.
كيف يؤثر شرب الماء على الهضم؟
هناك اعتقاد خاطئ بأن شرب الماء (بأي نوع) مع الوجبة يضر بعملية الهضم.
من الناحية النظرية، قد يقوم الماء بتخفيف حمض المعدة (الذي يساعد في تحطيم الطعام)، إلا أن شربه مع الوجبات لا يظهر أي تأثيرات سلبية، بل يتكيف جهازك الهضمي مع قوام الوجبة.
بعض الأشخاص يجدون أن المشروبات الغازية تسبب لهم اضطرابات في المعدة، ويحدث ذلك بسبب تراكم الغازات، التي قد تؤدي إلى الانتفاخ، والتشنجات، والشعور بعدم الراحة، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من فرط نشاط المثانة، فقد تؤدي الحموضة أيضا إلى تهيج الجهاز البولي.
ومن المثير للاهتمام أن الشعور بالفقاعات الذي تشعر به في فمك عند شرب الماء الفوّار يتلاشى تدريجيا مع زيادة الكمية التي تشربها.
موقع Science Alert