دور بروتوكول مونتريال في حماية طبقة الأوزون وإنقاذ الملايين من آثار الأشعة فوق البنفسجية وتغيرات المناخ

بروتوكول مونتريال لحماية طبقة الأوزون

تم تبني بروتوكول مونتريال قبل 35 عاما، وهو يعد اتفاقا بيئيا رائدا، يُنسب إليه الفضل في إنقاذ ملايين الأرواح من سرطان الجلد والحد من تأثير تغير المناخ على كوكب الأرض. هذا الاتفاق، الذي يحمل الاسم الرسمي "بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفدة لطبقة الأوزون"، يمنع إطلاق بعض المواد الكيميائية الضارة مثل مركبات الكلوروفلوروكربون (CFCs)، التي تتسبب في تدمير طبقة الأوزون.

فيما يلي أربع حقائق رئيسية عن الأوزون والبروتوكول الذي يحميه:

1. بروتوكول مونتريال تم تصميمه للتصدي لتآكل الأوزون بسبب المواد الكيميائية الصناعية

في سبعينيات القرن الماضي، اكتشف العلماء، بمن فيهم بعض خبراء الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، أن بعض المواد الكيميائية الصناعية مثل مركبات الكلوروفلوروكربون تتسبب في تدمير طبقة الأوزون في الغلاف الجوي، أدت هذه المركبات إلى تدمير جزيئات الأوزون وتآكل الطبقة الواقية التي تحمي الحياة على الأرض، من أبرز المخاوف كان "الثقب" الكبير الذي يظهر سنويا في طبقة الأوزون فوق القارة القطبية الجنوبية.

توجد طبقة الأوزون في الستراتوسفير على ارتفاع يتراوح بين 11 و40 كيلومترا فوق سطح الأرض، وتعمل كدرع يحمي الحياة على سطح الكوكب من تأثيرات الأشعة فوق البنفسجية الضارة، مثل سرطان الجلد وضعف المناعة. أيضا، تدعم الطبقة النظم البيئية الصحية والزراعة الإنتاجية.

حدد العلماء مصادر التلوث التي تتسبب في تآكل الأوزون، ووجدوا أن الكلور والبروم الناتجين عن تحلل مركبات CFCs كانا من العوامل الرئيسية. ولهذا، عمل بروتوكول مونتريال، الذي وُقع في عام 1987، على الحد من إنتاج واستخدام هذه المواد المستنفدة للأوزون، مما ساهم بشكل كبير في استعادة طبقة الأوزون.

2. تآكل الأوزون في الستراتوسفير أثر على الطقس في أكثر من نصف الكرة الأرضية

إضافة إلى السماح للأشعة فوق البنفسجية بالوصول إلى سطح الأرض، أحدث ثقب الأوزون الذي يتشكل فوق القارة القطبية الجنوبية تأثيرات واسعة النطاق على المناخ في نصف الكرة الجنوبي، بحلول الثمانينيات، لاحظ العلماء تغيرات في التيارات النفاثة، مما أدى إلى جفاف أجزاء من أستراليا وزيادة هطول الأمطار في بعض أجزاء أمريكا الجنوبية مثل أوروغواي، والبرازيل، وباراغواي، والأرجنتين.

توقفت هذه التغيرات في أنماط الرياح حوالي عام 2000، وهو الوقت الذي بدأ فيه بروتوكول مونتريال يظهر تأثيره. وفي عام 2020، وثّق باحثون من مختبر العلوم الكيميائية في NOAA أن انخفاض مستويات المواد الكيميائية التي تستنفد الأوزون كان السبب في هذه التحسينات.

3. بروتوكول مونتريال هو المعاهدة الوحيدة للأمم المتحدة التي صدقت عليها جميع دول العالم

صادق جميع أعضاء الأمم المتحدة البالغ عددهم 197 على بروتوكول مونتريال، مما يجعله المعاهدة الوحيدة التي حصلت على مصادقة عالمية. وُصف البروتوكول كنموذج للتعاون الدولي، وأكد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان التزام الولايات المتحدة بإعطاء "أولوية قصوى لتحليل وتقييم أحدث نتائج الأبحاث".

ومنذ اعتماد البروتوكول، ساهمت التعديلات المختلفة على المعاهدة في تحديثها بناءً على أحدث الأبحاث حول الأوزون، كما ساعدت في معالجة تحديات جديدة مثل مركبات الهيدروفلوروكربونات (HFCs) التي تعد بديلاً أقل ضررا على الأوزون ولكنها تسبب الاحتباس الحراري. في عام 2016، تم اعتماد تعديل كيغالي، الذي ينظم الإنتاج العالمي لمركبات HFCs للحد من الاحتباس الحراري، ومن المتوقع أن يمنع هذا التعديل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار نصف درجة مئوية بحلول نهاية القرن.

4. الابتكارات المستقبلية قد تتطلب مراقبة لأثرها على الأوزون

في السنوات القادمة، قد يحتاج بروتوكول مونتريال إلى معالجة تحديات جديدة تتعلق بالغلاف الجوي. وجدت إدارة البحوث الجوية في NOAA أن زيادة حركة المرور في الفضاء، التي يُتوقع زيادتها في المستقبل، يمكن أن تؤدي إلى انبعاثات السخام إلى الستراتوسفير، مما قد يساهم في تآكل الأوزون في بعض الفصول.

وفقا لكريستوفر مالوني، عالم الأبحاث في معهد التعاون لأبحاث العلوم البيئية، فإن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول تأثير محركات الصواريخ على الغلاف الجوي والمناخ. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تقاعد بعض الأقمار الصناعية المستخدمة في مراقبة الأوزون إلى تحديات في تتبع التغيرات المستقبلية في طبقة الأوزون.

يعمل موظفو NOAA مع علماء حول العالم لمراقبة تآكل الأوزون والمشاركة في المؤتمرات التي تناقش بروتوكول مونتريال وتعديلاته. ويُتوقع أن تعود طبقة الأوزون إلى مستوياتها التي كانت عليها قبل ظهور الثقب بحلول عام 2066 فوق القارة القطبية الجنوبية، و2045 فوق القطب الشمالي، و2040 في معظم المناطق الأخرى.