أفادت التقارير أن النرويج شهدت حدثا غير مسبوق، حيث قامت أسماك القد بافتراس أكثر من 10 ملايين سمكة كبلين في غضون ساعات قليلة، وهو ما يُعد أكبر عملية افتراس بحرية سُجلت على الإطلاق.
تجمع أسماك الكبلين يجذب أسماك القد المفترسة
حدث هذا الاصطفاف الكبير لأسماك الكبلين في المياه القريبة من سواحل النرويج، مما جذب إليها أسماك القد المفترسة التي استغلت الفرصة لاصطفافها حول هذا التجمع. أسماك الكبلين، وهي نوع صغير من الأسماك التي تعيش في البحار الشمالية، تكون عرضة لهذه العمليات الافتراسية بسبب تجمعاتها الضخمة خلال هجرتها السنوية.
مراقبة التفاعلات البحرية باستخدام تكنولوجيا حديثة
نظراً لأهمية الحدث، قام الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة ومعهد أبحاث البحار في النرويج بمراقبة التفاعلات بين المفترسات والفريسة باستخدام تقنيات متقدمة. كان الفريق بقيادة نيكولاس ماكريس، مهندس المحيطات في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، قد استخدموا صدى الموجات الصوتية الصادرة من مثانات السباحة للأسماك، وهي أعضاء مملوءة بالغاز تساعد الأسماك على التحكم في طفوها أثناء السباحة. كما استخدم الفريق تقنية الاستشعار الصوتي تحت الماء متعددة الأطياف لتتبع الحركات والتفاعلات بين الأسماك على نطاق واسع، يمتد لعشرات الكيلومترات.
ديناميكيات المفترس والفريسة: معركة من أجل البقاء
يقول ماكريس: "هذه هي المرة الأولى التي نلاحظ فيها تفاعلاً بهذا الحجم بين المفترس والفريسة، حيث تصبح المعركة من أجل البقاء أكثر تعقيداً وتقدماً". وأوضح الفريق أن أسماك القد تتمتع بمثانات سباحة كبيرة ذات رنين منخفض، مما يسمح بتحديد مواقعها بدقة، بينما تتمتع أسماك الكبلين بترددات أعلى، مما يمكن الفريق من تتبع تحركاتها بدقة.
تأثير الحدث على النظام البيئي البحري
أظهرت البيانات أن نحو 23 مليون سمكة كبلين كانت تتجمع في المنطقة التي تعرضت للافتراس. وفي استجابة لهذا التجمع الهائل، تحركت حوالي 2.5 مليون سمكة قد أطلسية (Gadus morhua) نحو المنطقة استعدادا للانقضاض. على الرغم من أن الحدث أدى إلى خسارة نحو 10 ملايين سمكة كبلين، فإن أعدادها لا تزال ضخمة، حيث يشكل هذا الرقم حوالي 0.2% فقط من إجمالي عدد أسماك الكبلين.
أهمية البحث في سياق انقراض الأنواع البحرية
تُعد أسماك الكبلين جزءا من النظام البيئي البحري الكبير، لكنها لا تزال مهددة بخطر الانقراض، حيث أن 97% من الأنواع المهاجرة معرضة لخطر الانقراض حاليًا. يتضمن ذلك أنواعا ذات قيمة عالية مثل سمك السلمون الأطلسي. باستخدام التكنولوجيا المتقدمة مثل التصوير الصوتي تحت الماء، قد يتمكن الباحثون من تحديد الأنواع المهددة بالانقراض بشكل أكثر دقة، مما يساعد في الحفاظ على التنوع البيولوجي في البحار الشمالية.