تفشي H5N1 يدمّر مستعمرات الفقمة في الأرجنتين

انتشار فيروس H5N1 بين الفقمات البحرية انتشار فيروس H5N1 بين الفقمات البحرية

لا تزال أعداد الفقمة الفيل في الأرجنتين منخفضة بعد تفشي فيروس H5N1 المميت، مما يعكس قدرة الفيروس على التكيف السريع والخطير.

قالت الدكتورة مارسيلا أوهارت، مديرة برنامج أمريكا اللاتينية في مركز صحة الحياة البرية بجامعة كاليفورنيا في ديفيس: "إنه لأمر جميل أن نستمع إلى نداءات الفقمات الفيل على الشواطئ مرة أخرى، لكننا ما زلنا نرى أكواما من الجثث والعظام وقلة من حريم الفقمات، وهذا مزعج للغاية".

انتشار الفيروس بين الفقمات وأسود البحر

في عام 2024، شهدت مستعمرات التكاثر تواجد الفقمات وأسود البحر معا، ولكن التفاعلات بين هذه الأنواع قد تأثرت بشدة خلال تفشي الفيروس في عام 2023. أثبتت دراسة جديدة نشرت في مجلة Nature Communications، بقيادة جامعة كاليفورنيا في ديفيس والمعهد الوطني للتكنولوجيا الزراعية (INTA) في الأرجنتين، انتقال الفيروس بين الثدييات البحرية خلال هذا التفشي. وكشفت الدراسة أن الفيروس امتد عبر خمس دول في جنوب أمريكا الجنوبية.

وجد التحليل الجيني أن الفيروس، عند دخوله إلى أمريكا الجنوبية، تطور إلى سلالتين منفصلتين للطيور والثدييات البحرية، وهو أمر غير مسبوق.

تأثير مدمر على أعداد الفقمات

بعد التفشي، تم تسجيل انخفاض حاد في أعداد الفقمات، حيث عادت حوالي ثلث الإناث المنتجة فقط إلى المستعمرات. أشارت فاليريا فالبالا، مديرة حماية السواحل والبحار لدى WCS الأرجنتينية، إلى أن الوباء عكس عقودا من جهود الحماية لهذه الأنواع.

ضرورة المراقبة المستمرة

تعد مراقبة وتتبع الفيروس بين الفقمات الفيل جهدًا تعاونيًا. يجري فريق جامعة كاليفورنيا في ديفيس فحوصات ويأخذ عينات من كل فقمة نافقة بحثا عن علامات H5N1، بينما يقوم فريق INTA بتحليل العينات.

أشارت النتائج إلى عدم وجود إصابات جديدة بين الفقمات خلال موسم التكاثر الحالي، ولكن لا تزال العديد من الأسئلة حول كيفية انتقال الفيروس وإمكانية تكوين مناعة لدى الناجين.

تطور الفيروس وتأثيره العالمي

بدأ المتغير الحالي لفيروس H5N1 في الانتشار عالميا منذ عام 2020، وبلغ الأرجنتين في 2023، مؤثرا على الطيور البحرية والثدييات، بما في ذلك الفقمات. أوضح العلماء أهمية الاستمرار في مراقبة الفيروس نظرًا لقدرته على التكيف مع المضيفين الجدد، مما قد يترتب عليه عواقب خطيرة على صحة الإنسان والحياة البرية والنظم البيئية.