تشهد الفرقاطة الأمريكية USS Constellation (FFG-62) تأخيرات كبيرة في التسليم وارتفاعا هائلا في التكاليف، حيث يقترب سعر الوحدة من 1.1 إلى 1.2 مليار دولار، وكان من المفترض أن يحصل الأسطول الأمريكي على 20 فرقاطة من هذا النوع لكن التعديلات الهيكلية على التصميم الأصلي (المستوحى من الفرقاطة الأوروبية FREMM) قلصت التشابه بينهما من 85% إلى 15% مما أدى إلى تأخير تسليم السفينة الأولى 36 شهرا
الزوارق الروبوتية غير المأهولة هي الحل البديل
في ظل هذه التحديات يطرح الخبراء سؤالا جوهريا هل يمكن للزوارق الروبوتية مثل MUSV (الزورق الروبوتي المتوسط) وNOMARS (السفينة الذاتية بدون طاقم) أن تكون بديلا فعالا، فالزورق MUSV: خيار مرن وقابل للتكيف فهو قادر على العمل مع أو بدون طاقم، ومصمم ليكون مستشعرا عائما ومنصة إطلاق صواريخ متصلة بالأسطول، كما أنه أقل تكلفة من الفرقاطات التقليدية.
أما الزورق NOMARS فيشكل ثورة في الحروب البحرية فهو ذاتي بالكامل ومصمم لتحمل المهام الخطرة دون تدخل بشري، ومزود بـ 6 صواريخ موجهة من نوع Mark 41 VLS، مما يجعله قادرا على تنفيذ ضربات برية وجوية، كما إن أول نموذج منه USX-1 Defiant اكتمل بناؤه في فبراير 2025.
آراء الخبراء الإمكانيات والتحديات
يرى الخبير في CSIS مارك كانسيان أن الزوارق الروبوتية لا تصلح لجميع مهام الفرقاطات خاصة في مهام الحراسة وقت السلم أو حماية القوافل كما أن السفن الكبيرة غير المأهولة قد تعتبر "مهجورة" وفق القانون الدولي مما يعرضها للاستيلاء أو التخريب.
كما أكد الدكتور برادلي مارتن أن الزوارق الذاتية يمكنها تعزيز القدرات الاستخباراتية والهجومية لكنها لا تغني عن الحاجة لسفن مأهولة في مهام مثل، التدريبات المشتركة مع الحلفاء وعمليات التفتيش والإنقاذ، ويقترح أن كاسحات الأمن القومي التابعة لخفر السواحل قد تكون بديلا أخف وأرخص إذا فشل برنامج FFG-62.
وقد أثبتت الحرب في أوكرانيا أن الزوارق الصغيرة المسيرة يمكنها إلحاق أضرار جسيمة بالسفن الكبيرة، مما يعزز فكرة الاعتماد على الأنظمة غير المأهولة في الحروب الحديثة.
ولكن رغم إمكانات الزوارق الروبوتية، يبقى الجمع بين السفن المأهولة وغير المأهولة هو الحل الأمثل للبحرية الأمريكية، حيث توفر الأولى المرونة الدبلوماسية والعملية بينما تعزز الثانية القدرات القتالية والتكلفة الفعالة.