في ليلة الخميس اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع كبار مستثمري عملته الرقمية الخاصة "ترامب كوين" في ناديه للجولف بولاية فرجينيا، وسط وعود بتمكين صناعة العملات المشفرة، لكن خارج النادي هتف عشرات المحتجين: "عار.. عار.. عار"، في مشهد يجسد الانقسام الحاد الذي يميز حقبة ترامب.
من البيت الأبيض إلى نادي الجولف.. رحلة الاستثمار الشخصي
حلق ترامب بطائرة عسكرية من البيت الأبيض إلى ناديه الفاخر قرب واشنطن، حيث استقبل مئات الضيوف بينهم مستثمرون أجانب قدموا خصيصا لهذا الحدث، وفقا لـ"نيويورك تايمز" اعترف بعض الحضور بأن هدفهم المباشر هو التأثير على سياسات ترامب المالية.
حيث قال ترامب في كلمته: "الإدارة السابقة جعلت حياتكم جحيما"، في إشارة إلى إجراءات إدارة بايدن ضد شركات العملات الرقمية، بينما رد الضيوف بالتصفيق والهتاف، وأضاف: "هناك منطق كبير في العملات المشفرة.. ونحن فخورون بدعمكم".
وقد نشرت العملة الرقمية "ترامب كوين" وهي "ميم كوين" (عملة مرتبطة بمزحة أو شخصية شهيرة بلا قيمة فعلية سوى المضاربة) قبل أيام من تنصيبه عام 2017 لكنها تحولت لاحقا إلى أداة لتمويل عائلته، خاصة من مستثمرين أجانب بعد مغادرته البيت الأبيض في 2021.
ولضمان مقعد في الحفل نشر شركاء ترامب "لوحة قيادة" إلكترونية تحدد عدد العملات المطلوبة للدعوة، واحتل الملياردير الصيني جاستن صن (مؤسس منصة "ترون") الصدارة بعد شرائه عملات بقيمة 40 مليون دولار!
احتجاجات تصف القمة بقمة الفساد
ورغم الرفاهية داخل النادي، حمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "أوقفوا فساد العملات"، و"لا للملوك". ووصف السناتور الديمقراطي جيف ميركلي المشهد بـ"إفرست الفساد"، بينما نفت المتحدثة باسم البيت الأبيض أي استغلال للرئاسة، مؤكدة: "ترامب قدم تضحيات لخدمة البلاد".
ويعتبر هذا العشاء الأحدث في سلسلة صفقات أغنت عائلة ترامب خلال ولايته الثانية: من عقارات في قطر وصربيا، إلى بطولة جولف في ميامي برعاية سعودية، لكن "ميم كوين" تظل الأكثر جرأة، حيث يجمع الرئيس بين منصبه ومصالحه الشخصية دون مواربة.
فبينما يعيد ترامب تعريف العلاقة بين السلطة والثروة، يطرح الحدث أسئلة حول حدود النفوذ السياسي في عصر العملات الرقمية، فهل أصبحت الرئاسة وسيلة للترويج الاستثماري؟ الإجابة ربما تكمن في صرخات المحتجين خارج النادي: "لا نريد ملوكا".