هولندا تتخلى عن دمج صواريخ "توماهوك" في غواصاتها بسبب التكاليف الباهظة

صفقة صفقة "توماهوك" تنهار.. هولندا تبحث عن بديل بعد ارتفاع التكاليف والتعقيدات التقنية

في قرار مفاجئ أعلنت وزارة الدفاع الهولندية تخليها عن خطط دمج صواريخ "توماهوك" الأمريكية في أسطولها من الغواصات، وذلك بسبب التكاليف الباهظة والتعقيدات الفنية المرتبطة بإعادة تشغيل خط إنتاج النسخة المخصصة للإطلاق من أنابيب الطوربيد (TTL)، وجاء هذا الإعلان في التقرير السنوي لمشاريع الدفاع (Defensie Projectenoverzicht) الذي نشر في 21 مايو 2025.

المخاطر المالية الكبيرة والفشل في محاولات للتعاون الدولي

وكانت هولندا قد أعلنت في أبريل 2023 عن نيتها شراء صواريخ "توماهوك بلوك 5" من خلال برنامج المبيعات العسكرية الأجنبية الأمريكي (FMS)، لتلبية متطلباتها بقدرة ضربات عميقة بحرية، وشملت الخطة الأصلية تركيب الصواريخ على الغواصات الحالية من فئة "فالروس" (Walrus-class)، وعلى الغواصات المستقبلية من فئة "أوركا" (Orka-class)، المقرر دخولها الخدمة بحلول منتصف عقد 2030.

إلا أن التقرير كشف أن إعادة تشغيل خط إنتاج النسخة الخاصة بالغواصات (UGM-109E) يتطلب وقتا طويلا ويحمل مخاطر مالية كبيرة، مما دفع الحكومة الهولندية إلى إلغاء المشروع وأوضح التقرير: "إن إعادة تشغيل خط إنتاج صواريخ 'توماهوك' المخصصة للغواصات ستستغرق وقتا طويلا وتنطوي على مخاطر مالية جسيمة، لذلك لن تجهز الغواصات الحالية أو المستقبلية بهذه الصواريخ."

وفقا لمصادر مطلعة حاولت هولندا التعاون مع حكومات أخرى لشراء دفعة كبيرة من الصواريخ وتقاسم تكاليف إعادة التشغيل، لكنها فشلت في جذب شركاء وبسبب محدودية الكمية المطلوبة، أصبح المشروع غير مجد اقتصاديا.

البديل المحتمل الصاروخ الأوروبي "إم دي سي إن

من المهم الإشارة إلى أن هذا القرار لا يؤثر على خطط تركيب صواريخ "توماهوك" على السفن الهولندية السطحية مثل:

-الفرقاطات من فئة "دي زيفن بروفينسيين" (De Zeven Provinciën-class).

- الفرقاطات المستقبلية من فئة "مدافع الجو المستقبلي" (Future Air Defender).

ففي مارس 2025 نجحت هولندا في اختبار إطلاق صاروخ "توماهوك بلوك 4" من الفرقاطة "إتش إن إل إم إس دي رويتير" (HNLMS De Ruyter)، كما حصلت على موافقة وزارة الخارجية الأمريكية لشراء أنظمة التحكم والتجهيزات المرتبطة بالصواريخ.

وفي ظل هذا التطور تدرس هولندا الآن خيارات بديلة، وأبرزها الصاروخ البحري للضربات العميقة (MdCN) من تطوير الشركة الأوروبية "إم بي دي إيه" (MBDA). وهذا الصاروخ مدمج بالفعل في الغواصات الفرنسية من فئة "سوفران" (Suffren-class)، التي تشترك في تصميمها مع الغواصات الهولندية المستقبلية من فئة "أوركا".

إن قرار التخلي عن صواريخ "توماهوك" يعد انتكاسة للخطط الدفاعية الهولندية، لكنه يفتح الباب أمام تعزيز التعاون الأوروبي في مجال التسلح، مع استمرار توتر الأوضاع الجيوسياسية ستظل القدرة على تنفيذ ضربات عميقة بحرية أولوية قصوى لهولندا وحلفائها في الناتو.