كشفت صور نشرت في 22 مايو 2025 عن اختبارات طيران لمقاتلة F-15E Strike Eagle التابعة للقوات الجوية الأمريكية وهي تحمل 42 صاروخا موجها من نوع APKWS II عيار 70 ملم، في تحميلة قياسية غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز قدرات الدفاع الجوي ضد التهديدات الحديثة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ الكروز.
زيادة هائلة في القدرات القتالية باستخدام نظام APKWS II
عادة ما تحمل المقاتلة F-15E ستة صواريخ جو-جو، لكن التكامل الجديد مع صواريخ APKWS II يسمح لها بحمل 42 صاروخا موجها، مما يرفع فرص الاشتباك الناجح إلى سبعة أضعاف، ويأتي هذا التطوير كرد على سيناريوهات تتطلب اشتباكات مكثفة، حيث تكون الصواريخ التقليدية محدودة العدد وباهظة التكلفة (مئات الآلاف من الدولارات لكل صاروخ).
صمم نظام APKWS II (نظام الأسلحة الدقيقة المتقدمة) في أوائل العقد الأول من القرن الحالي لتحويل الصواريخ غير الموجهة Hydra 70 إلى ذخائر موجهة بالليزر، قامت بتطويرة شركة BAE Systems بالتعاون مع شركات مثل نورثروب غرومان وجنرال دايناميكس، ويتميز الصاروخ بتكلفة منخفضة (حوالي 22 ألف دولار للوحدة) ووزن خفيف مع تقليل مخاطر الأضرار الجانبية.
استخدامات متعددة ومنصات متنوعة
وفي عام 2021 تم تحديث برمجي زاد مدى الصاروخ بنسبة 30%، وفي عام 2025 كشفت BAE Systems عن نسخة جديدة من الصاروخ مزودة بباحث حراري، مما يتيح له التوجيه الذاتي بعد التلقيم الأولي بالليزر، مما يجعله شبه "أطلق وانس"، ومن المتوقع الانتهاء من تطوير النسخة ثنائية التوجيه بحلول نهاية 2026.
دخل APKWS II الخدمة عام 2012 وتم دمجه مع منصات جوية وبرية متنوعة منها الطائرات AH-64 Apache، وA-10 Thunderbolt II، وF-16 Fighting Falcon، أما الأنظمة البرية فتشمل نظام VAMPIRE الذي تم إرساله إلى أوكرانيا، ونظام EAGLS الذي تستخدمه البحرية الأمريكية في الشرق الأوسط لاعتراض الطائرات المسيرة.
الدور الجديد ل F-15E في الصراعات الحديثة
منذ إدخالها الخدمة لعبت F-15E دورا محوريا في حروب الولايات المتحدة، من حرب الخليج 1991 إلى عمليات مكافحة تنظيم داعش، ومع ذلك كشفت الهجمات الجوية الحديثة (مثل الهجوم الإيراني على إسرائيل في أبريل 2024) عن محدودية الذخيرة الجوية، مما دفع إلى تبني حلول مثل APKWS II لتعزيز القدرات الدفاعية.
يمثل تكامل صواريخ APKWS II مع مقاتلات F-15E نقلة استراتيجية في مواجهة التهديدات الجوية غير التقليدية، مع التركيز على الكفاءة العالية والتكلفة المنخفضة، ومع استمرار التطوير يتوقع أن يصبح هذا النظام أحد أعمدة الدفاع الجوي في العقود المقبلة.