عندما يسمع معظم الناس كلمة "صدفية"، يتخيلون بقعا حمراء متقشرة تسبب الحكة أو الألم، ولكن الحقيقة أن هذا المرض الجلدي المزمن قد يكون إنذارا لمخاطر أكبر تهدد القلب والأوعية الدموية.
فقد كشفت دراسات حديثة أن الالتهاب المزمن المصاحب للصدفية لا يضر الجلد فحسب، بل قد يتسلل إلى أعماق الجسم، مسببا تلفا في الشرايين وزيادة خطر الجلطات وأمراض القلب بنسبة تصل إلى ٥٨٪
الصدفية وتأثيرها الخفي على القلب
الصدفية مرض مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجسم خلاياه السليمة عن طريق الخطأ، وهذا الهجوم يسرع نمو خلايا الجلد، مكونا تلك الطبقات السميكة المزعجة، لكن الخطر الحقيقي يكمن في أن الالتهاب الناتج لا يقتصر على الجلد، بل ينتشر كموجة صامتة تؤثر على الأوعية الدموية، مما يزيد تراكم اللويحات في الشرايين وارتفاع ضغط الدم ومقاومة الإنسولين
وبحسب دراسة نشرتها دوريات طبية مرموقة وجدت أن المصابون بالصدفية الحادة أكثر عرضة للنوبات القلبية بنسبة ٥٨٪ كما أن خطر السكتة الدماغية يرتفع إلى ٤٣٪ وليس الشباب بمنأى عن خطرها فالخطر يظهر حتى في العشرينيات
الخطوات الوقائية المتبعة لتقليل تأثير الصدفية على القلب
غالبا ما يصاحب الصدفية أمراض تؤدي إلى تفاقم المشكلة وصعوبة العلاج مثل السمنة أو السكري من النوع الثاني أو ارتفاع الكوليسترول، مما يجعل القلب تحت ضغط متعدد الجبهات.
ومن أجل تخفيف هذا الضغط يمكن اعتماد الخطوات الوقائية التالية:
١. العمل على عالج الالتهاب فبعض أدوية الصدفية (مثل العلاجات البيولوجية) قد تخفف الالتهاب الجهازي، مما يفيد القلب أيضا.
٢. واعتماد الفحوصات الدورية كقياس ضغط الدم والكوليسترول والسكر بانتظام.
٣. واتباع نمط حياة صحي يتألف من نظام غذائي غني بالأوميغا-٣ (السلمون، الجوز)والمشي ٣٠ دقيقة يوميا زالإقلاع عن التدخين بالإضافة إلى إدارة الإجهاد بالتأمل أو اليوجا.
وفي الختام يمكن اعتبار الصدفية نافذة نرى من خلالها حالة الالتهاب في الجسم، فتجاهلها يعني تجاهل إنذار مبكر لأمراض قد تكون قاتلة.