كشفت دراسة حديثة أن لقاح BCG، المستخدم منذ عقود لعلاج سرطان المثانة، يعمل على إعادة برمجة الجهاز المناعي من خلال التأثير على نخاع العظم، مما يقدم رؤية جديدة حول كيفية تعزيز هذا العلاج للدفاع الطبيعي للجسم ضد الأورام.
آلية عمل لقاح BCG
تمت الموافقة على لقاح BCG كأول علاج مناعي للسرطان قبل أكثر من 30 عاما، وهو لا يزال حجر أساس في علاج سرطان المثانة، لكن الأبحاث الجديدة من وايل كورنيل ميديسن وميموريال سلون كيترينج تكشف أن تأثيره يتجاوز المثانة ليصل إلى نخاع العظم، حيث يعيد تشكيل الخلايا الجذعية المكونة للدم لتعزيز إنتاج خلايا مناعية قادرة على مهاجمة الأورام.
وقال الدكتور مايكل جليكمان المشارك في الدراسة: "إن هذا العلاج كان فعالا سريريا قبل أن نفهم آليته بالكامل". بينما أوضح الدكتور ستيفن جوزيفويتش أن BCG يعزز قدرة الجهاز المناعي الفطري على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
رحلة لقاح BCG من المثانة إلى نخاع العظم
وعلى عكس الاعتقاد السابق بأن تأثير لقاح BCG يقتصر على المثانة فقط، أظهرت الدراسة أنه ينتقل إلى نخاع العظم، حيث يعيد برمجة الخلايا الجذعية المكونة للدم باستخدام تقنية متطورة تسمى PIE-seq، وأكد الدكتور جيل ريدلمان-سيدي أن هذه النتائج تثبت أن BCG يدرب الجهاز المناعي الفطري لمحاربة السرطان.
وأظهرت التجارب على الفئران أن الخلايا المناعية المعززة بـ BCG تعزز فعالية العلاج بمثبطات نقاط التفتيش، مما يؤدي إلى تقلص أكبر للأورام وزيادة في معدلات البقاء على قيد الحياة، وقال الدكتور جوزيفويتش: "إن هذا يفتح الباب لاستراتيجيات جديدة لتعزيز العلاج المناعي".
ويبحث العلماء الآن إمكانية استخدام BCG لتعزيز المناعة ضد سرطانات أخرى غير المثانة، كما يسعون لتطوير علاجات تحاكي تأثيره دون الحاجة إلى البكتيريا الحية، خاصة للأورام التي لا يمكن علاجها مباشرة بـ BCG.
إن هذه الدراسة تقدم فهما أعمق لآلية عمل BCG، الذي يعيد برمجة الجهاز المناعي من جذوره، مما قد يساهم في تطوير علاجات مناعية أكثر فاعلية لمختلف أنواع السرطان.