في أي يوم دراسي عادي يجلس الطلاب في الفصل، بعضهم يحضر أقلامه ودفاتره، بينما يمسك آخرون هواتفهم الذكية للرد على الرسائل أو تصفح منصات التواصل، هذا المشهد أصبح مألوفا لكنه يطرح تحديا كبيرا للمعلمين، مثل المدرس جام أنجيلو فيرواسا الذي يرى أن الهاتف لم يعد مجرد جهاز، بل تحول إلى جزء من هوية الطلاب.
الهاتف في الفصل بين الفائدة والتحديات
إن الكثير من المؤسسات التعليمية تسمح باستخدام الهواتف في الفصل بشرط أن يكون ذلك لأغراض تعليمية، لكن فيرواسا الذي يدرس مادتي "التنمية الشخصية" و"مدخل إلى الفلسفة"، يرى أن الأمر أكثر تعقيدا، فالهاتف يمكن أن يكون أداة فعالة للبحث السريع أو مشاهدة مقاطع تعليمية، لكنه أيضا قد يصبح بوابة للتشتيت خاصة مع إغراءات التواصل الاجتماعي والألعاب.
ويقول فيرواسا: "لا أمنع استخدام الهاتف فورا، لكن يجب أن تكون هناك ضوابط واضحة." ففي حصص الفلسفة يشجع طلابه على البحث عن فلاسفة أو معضلات أخلاقية عبر هواتفهم، مما يجعل النقاش أكثر حيوية، لكنه يعترف بأن بعض الطلاب يجدون صعوبة في مقاومة إغراء التطبيقات الترفيهية.
الهاتف وتأثيره على نفسية الطلاب
ويكشف استخدام الهاتف عن جوانب عميقة في نفسية الطلاب، فبعضهم يعتمد على "الإعجابات" في منصات التواصل لتعزيز ثقتهم بأنفسهم، بينما يلجأ آخرون إلى الهاتف كوسيلة للهروب من مشاكلهم الشخصية، ويروي فيرواسا قصة طالبة كانت تفرط في استخدام الهاتف، واكتشف لاحقا أنها تواجه مشكلات عائلية فكان الجهاز ملاذها الوحيد، حيث قال: "ليس كل استخدام للهاتف دليلا على عدم الاحترام، أحيانا يكون دعمهم الوحيد."
فالمعلمون يواجهون تحديا كبيرا في إدارة استخدام الهاتف دون دعم مؤسسي كاف، ويعتمد فيرواسا على استراتيجيات مرنة، مثل تخصيص أوقات للهاتف وأخرى للتركيز، كما يشجع الحوار المفتوح مع الطلاب ويقترح إدراج "محو الأمية الرقمية" في المناهج لتعليم الطلاب كيفية استخدام التكنولوجيا بوعي.
فنحن لا يمكننا منع استخدام الهاتف، لكننا نستطيع تعليم الطلاب كيفية استخدامه بمسؤولية