الصواريخ الباليستية العابرة للقارات.. سلاح الضربة النووية الأولى

صواريخ قادرة على تدمير قارات خلال دقائق.. ما هي ICBMs؟ صواريخ قادرة على تدمير قارات خلال دقائق.. ما هي ICBMs؟

تعد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs) من أخطر الأسلحة الهجومية في الترسانات النووية الحديثة، إذ صممت خصيصا لضرب أهداف على بعد آلاف الكيلومترات، خلال دقائق معدودة وبقدرة تدميرية هائلة، وتمثل هذه الصواريخ حجر الزاوية في استراتيجيات “الضربة الأولى”، ما يجعلها أحد أخطر عناصر سباق التسلح العالمي.

الصواريخ الباليستية سلاح الردع والهجوم

الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هي صواريخ طويلة المدى، قادرة على حمل رؤوس نووية أو تقليدية، وتصل مداها إلى أكثر من 5,500 كيلومتر، تنطلق عموديا وتخرج من الغلاف الجوي، قبل أن تعود إلى الأرض بسرعة تفوق الصوت، مستهدفة مواقع محددة بدقة عالية.

وتتميز هذه الصواريخ بإمكانية حمل رؤوس متعددة (MIRV)، كل منها موجه إلى هدف مختلف مما يزيد من قدرتها على إحداث دمار شامل، وتجاوز أنظمة الدفاع الجوي.

وتصنف الصواريخ العابرة للقارات ضمن أسلحة “الضربة الأولى”، لأنها تستخدم في بداية أي صراع نووي لتدمير قواعد العدو ومراكزه القيادية والبنى التحتية العسكرية، ويقابل ذلك في الاستراتيجية النووية ما يعرف بـ”الضربة الثانية”، التي غالبا ما تنفذ عبر غواصات نووية، وفي حال أطلقت هذه الصواريخ فإن زمن وصولها إلى أهدافها يتراوح بين 20 و40 دقيقة فقط، وهو وقت قصير جدا للرد أو الاعتراض الكامل.

الدول التي تمتلك الصواريخ الباليستيةالدول التي تمتلك الصواريخ الباليستية

تمتلك خمس دول رئيسية ترسانات متقدمة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات:

١-الولايات المتحدة: تمتلك صواريخ “مينيوتمان 3” (Minuteman III) منصوبة في صوامع تحت الأرض، وتطور حاليا صواريخ “سينتينيل”.

٢-روسيا: تملك ترسانة ضخمة تشمل صواريخ “يارس” و”سارمات”، وتعد من أكثر دول العالم تطورا في هذا المجال.

٣-الصين: تطور صواريخ “DF-41” متعددة الرؤوس، ويعتقد أنها قادرة على استهداف القواعد الأمريكية خلال دقائق.

٤-فرنسا: تمتلك قدرات محدودة من هذا النوع وتركز على الردع البحري.

٥-المملكة المتحدة: تعتمد على منظومة “ترايدنت 2” المحمولة بحرا ولا تمتلك الصواريخ الباليستية الأرضية.

وإضافة إلى ذلك تعمل دول أخرى مثل كوريا الشمالية على تطوير صواريخ عابرة للقارات، وقد أجرت تجارب لصواريخ “هواسونغ-17” مما أثار مخاوف أمنية دولية.

أنظمة الدفاع المضاد للصواريخ البالستية

ولمواجهة هذا التهديد طورت بعض الدول أنظمة دفاع صاروخي متقدمة مثل نظام “GMD” الأمريكي (Ground-based Midcourse Defense)، منظومة “S-500” الروسية قيد التطوير، الدرع الصاروخي الأوروبي التابع للناتو، لكن هذه الأنظمة تواجه تحديا حقيقيا أمام الصواريخ التي تحمل رؤوسا متعددة، وتستخدم تقنيات خداع وشراك حرارية لتجاوز الدفاعات الجوية.

وفي ظل التوترات الجيوسياسية العالمية، تعتبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات عاملا حساسا في ميزان القوى، فقرار إطلاقها لا يمكن التراجع عنه، وأي خطأ في التقدير أو التحذير قد يؤدي إلى دمار واسع النطاق لا يمكن احتواؤه.

وبسبب سرعتها العالية ومدى انتشارها، فإن أي نزاع تستخدم فيه هذه الصواريخ، يعني الدخول الفوري في حرب نووية شاملة لا غالب فيها.