الصواريخ الباليستية العابرة للقارات ICBMs.. قدرات ومدى وتهديدات

ما هي صواريخ ICBMs؟ السلاح الاستراتيجي الذي يغير معادلات الردع العسكري ما هي صواريخ ICBMs؟ السلاح الاستراتيجي الذي يغير معادلات الردع العسكري

تعد الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المعروفة اختصارا بـICBMs، أحد أكثر أنظمة السلاح الاستراتيجي تطورا في العالم، وقد طورت هذه الصواريخ في سياق الحرب الباردة لتمكين الدول الكبرى من إيصال رؤوس نووية إلى أهداف بعيدة جدا، فقد تتجاوز 10 آلاف كيلومتر مما يجعلها قادرة نظريا على استهداف أي نقطة على سطح الأرض تقريبا خلال أقل من ساعة.

الخصائص الأساسية للصواريخ الباليستية العابرة للقارات

يعتبر الصاروخ الباليستي العابر للقارات صاروخ طويل المدى، يطلق من منصة أرضية أو بحرية، ويتبع مسارا باليستيا (منحنيا) يمر عبر طبقات الغلاف الجوي، قبل أن يعاود الدخول نحو الهدف.

ولكي يصنف الصاروخ بأنه عابر للقارات، يجب أن يتجاوز مداه 5,500 كيلومتر، وفقا لتعريف وزارة الدفاع الأميركية ومعايير الأمم المتحدة، وإن غالبية الصواريخ من هذا النوع تصمم لحمل رؤوس نووية، لكنها تقنيا قادرة على حمل رؤوس تقليدية أو شحنات حربية أخرى.

الدول المالكة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات

الدول المالكة للصواريخ الباليستية العابرة للقارات

حتى عام 2024 كانت الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند وكوريا الشمالية تمتلك أنظمة ICBMs فعلية أو في طور التشغيل، كما أجرت كوريا الشمالية تجارب لصواريخ يعتقد أنها قادرة على بلوغ الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف أمنية واسعة.

ومن أبرز الصواريخ الباليستية العابرة للقارات حسب دول التصنيع:

1- أمريكا: الصاروخ “Minuteman III”، بمدى يتجاوز 13,000 كلم، ويستخدم منذ السبعينيات.

2- روسيا: الصاروخ “RS-28 Sarmat”، والمعروف في الغرب باسم “Satan II”، بمدى يصل إلى 18,000 كلم وقدرة على حمل رؤوس نووية متعددة.

3- الصين: الصاروخ “DF-41”، بمدى تقريبي يراوح بين 12,000 و15,000 كلم.

4- كوريا الشمالية: صاروخ “Hwasong-17”، يعتقد أنه يمتلك مدى نظريا يسمح بالوصول إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، وقد تم اختباره في مارس 2023.

5- الهند: صاروخ “Agni-V”، بمدى يقارب 5,500 – 8,000 كلم، ضمن قدراتها النووية الردعية.

الاستخدام العسكري والردع النووي

الاستخدام العسكري والردع النووي

إن العديد من صواريخ ICBMs الحديثة مزودة بتقنية MIRV، أي قدرة الصاروخ على حمل عدة رؤوس نووية موجهة نحو أهداف متعددة، هذه الميزة تجعل اعتراض هذه الصواريخ أكثر صعوبة وتزيد من تأثيرها في حال استخدامها.

ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من قواعد أرضية ثابتة، أو منصات متحركة أو من غواصات نووية (SLBMs)، ما يمنح الدول المالكة لها قدرة ردع استراتيجية قائمة على البقاء والمرونة في حال تعرضت لهجوم مفاجئ.

وإن هذه الصواريخ لم تستخدم فعليا في أي نزاع مباشر حتى الآن، لكنها تشكل العمود الفقري لما يعرف بـ”الردع النووي”، أي امتلاك قدرة تدميرية كافية تمنع الخصم من المبادرة بشن هجوم نووي خوفا من الرد المقابل.

ومع ذلك فقد أثارت تقارير حول اختبار إيران لصاروخ بعيد المدى في أبريل 2024، جدلا واسعا حول تصنيف ذلك الصاروخ، حيث أفادت بعض المصادر أنه صاروخ “خرمشهر-4” بمدى يصل إلى 2,000 كلم، لا يندرج ضمن تصنيف ICBM لكنه يعد تهديدا إقليميا متطورا، وقد أطلقت طهران عليه وصف “بعيد المدى” دون أن يبلغ مستوى “عابر للقارات”.