أجرت شركة نورثروب جرومان الأمريكية اختبارا ناجحا لإطلاق صاروخ باليستي من طائرة C-17 يوم 23 يونيو 2025، ويهدف الاختبار إلى تحسين أنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية عبر محاكاة تهديدات واقعية، وتم إطلاق الصاروخ في الجو قبل اشتعاله، مما يسمح باختبار دقيق لقدرات الرادارات والأنظمة الدفاعية، ويمثل هذا الإنجاز تقدما مهما في تطوير تقنيات الدفاع ضد الصواريخ الباليستية الحديثة.
تطورات في تقنيات الدفاع الجوي لمحاكاة التهديدات الباليستية
تميز الصاروخ المستخدم في الاختبار بتقنيات متطورة تشمل أنظمة توجيه دقيقة ومحركات متطورة وقدرة على محاكاة مختلف أنواع التهديدات الباليستية، وتتيح تقنية الإطلاق من الجو مرونة كبيرة في تحديد مسارات الطيران وخصائص الهدف، فالاختبار صمم خصيصا لدعم برامج الدفاع الصاروخي الأمريكية الرئيسية مثل نظام ثاد وباتريوت، كما يمكن المهندسون من جمع بيانات قيمة حول أداء أنظمة الكشف والاعتراض.
وقد أظهرت النتائج الأولية تحسنا ملحوظا في قدرات التمييز بين الأهداف الحقيقية والأشباه، ويأتي هذا الاختبار ضمن سلسلة تجارب تهدف لمواكبة التطورات في مجال الصواريخ الباليستية والهايبرسونيك، فالشركة تؤكد أن هذه التقنية توفر وسيلة فعالة من حيث التكلفة لاختبار الأنظمة الدفاعية في ظروف تشبه ساحة المعركة الحقيقية.
تعزيز قدرات الدفاع الصاروخي الأمريكية
ويمثل هذا الاختبار تتويجا لبرنامج تطوير استمر عشر سنوات، حيث نفذت الشركة أكثر من 25 اختبارا مماثلا منذ 2015، وتتيح التقنية الجديدة محاكاة دقيقة للتهديدات الصاروخية المتطورة التي تمتلكها دول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية، فالاختبارات السابقة أسفرت عن تحسينات كبيرة في دقة أنظمة الاعتراض وموثوقيتها، والخبراء العسكريون يشيرون إلى أن هذه التقنية تقلل الفجوة بين الاختبارات الميدانية والتهديدات الواقعية، فالبيانات المستخلصة ستساهم في تطوير الجيل القادم من أنظمة الدفاع الصارخي الأمريكية.
يأتي هذا المشروع في إطار تعزيز القدرات الدفاعية للولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، فالشركة تخطط لمواصلة تطوير هذه التقنية لتشمل محاكاة تهديدات أكثر تعقيدا مثل الصواريخ المناورة والمركبات الجوالة، فالنتائج ستساعد أيضا في تحسين التعاون الدفاعي مع الحلفاء عبر توفير بيانات اختبار موحدة، فهذا الإنجاز يعزز مكانة الولايات المتحدة كرائدة في مجال تطوير أنظمة الدفاع الصاروخي المتطورة.