أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد علي" عن نية بلاده البدء بتعبئة سد النهضة بحلول فصل الخريف المقبل ، على الرغم من أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق مع مصر بعد انسحاب إثيوبيا من محادثات واشنطن .
و قد جاء ذلك في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي بمناسبة الذكرى التاسعة لإعلان بناء السد في أبريل 2011، إذ صرح رئيس الوزراء أحمد يوم أمس الأربعاء قائلا: "على الرغم من التحديات التي سببتها جائحة فيروس كورونا التاجي، إلا أننا سنباشر بعملية تعبئة سد النهضة لتخزين المياه في أوائل الخريف . حيث سيبدأ موسم الأمطار في إثيوبيا في شهر يونيو و يستمر حتى شهر سبتمبر، و إذا عمل الإثيوبيون معا ، فسوف يتغلبون على الفيروس التاجي و ينتهون من بناء سد النهضة بالكامل ".
كما كشف سيليشي بقلي وهو وزير الري الإثيوبي، أن بلاده أنهت بالفعل 72.4 % من أعمال بناء سد النهضة المثير للجدل، و أضاف أن بلاده تهدف إلى بناء السد للاستفادة من حقها الطبيعي في نهر النيل ، مؤكدا أن إثيوبيا لا تنوي إيذاء الدول الواقعة على مصب نهر النيل بأي شكل من الأشكال .
وفشلت الإدارة الأمريكية في احتواء التوتر المتصاعد بين الدول مصر وإثيوبيا بسبب بناء سد النهضة، فبعد استضافة جولات المفاوضات ، توصل كل من السودان ومصر وإثيوبيا إلى مسودة نهائية للاتفاقية كان من المتوقع أن يتم التوقيع عليها بحضور البنك الدولي .
لكن أديس أبابا أعلنت لاحقاً اعتراضها على مسودة الاتفاق النهائي بشأن أزمة سد النهضة ، بعد أن قدمت الخرطوم ملاحظات إلى الفريق الأمريكي بشأن المسودة ، فيما وقعت مصر على الاتفاقية لوحدها .
وعقب اعتراض الخرطوم على مشروع الاتفاقية، شكل الانسحاب الإثيوبي من المشاركة في التوقيع النهائي ضربة قاسية للمفاوضات، حيث سادت حالة من الغموض في القضية ، ما أدى إلى عدم التوقيع على الاتفاقية النهائية بحلول نهاية شهر فبراير بعد سنوات طويلة من المفاوضات .
- الانسحاب الإثيوبي
بتاريخ 29 فبراير ، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها عن قرارها بالمشاركة في المحادثات و توقيع الاتفاقية ، داعية كلا من إثيوبيا و السودان إلى الالتزام بنفس النهج ، مشيرة إلى أن مصر حريصة على السودان و إثيوبيا، و أن تكون أفعالهما تتناسب مع قبول هذه الاتفاقية و توقيعها في أقرب وقت ممكن ، معتبرة الاتفاقية نزيهة ومتوازنة و تلبي المصالح المشتركة للدول الثلاث ".
و قد أعربت مصر عن أسفها لغياب إثيوبيا "غير المبرر" عن هذا الاجماع في هذه المرحلة الحاسمة من المفاوضات .
وتسبب مشروع بناء سد النهضة منذ تسعة سنوات في نزاعات أفريقية حادة، خاصة بين إثيوبيا و مصر، إذ تشعر القاهرة بالقلق من الأثر السلبي المحتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل و البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بينما يحصل السودان على 18.5 مليار فقط .
النهضة نيوز - بيروت