لقاحات الأنفلونزا والإلتهاب الرئوي تقلل من خطر إصابتك بالزهايمر

علوم

لقاحات الأنفلونزا والإلتهاب الرئوي تقلل من خطر إصابتك بالزهايمر

30 تموز 2020 13:45

تشير دراسات أولية جديدة إلى أن لقاحين شائعين يتم استخدامهما على نطاق واسع عالمياً قد يجلبان لنا فائدة صحية غير متوقعة.

تشير دراسات أولية جديدة إلى أن لقاحين شائعين يتم استخدامهما على نطاق واسع عالمياً قد يجلبان لنا فائدة صحية غير متوقعة.

ووجد فريقان من الباحثين الطبيين أن الأشخاص الذين حصلوا على لقاح الأنفلونزا الموسمية أو الالتهاب الرئوي كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر مقارنة بأولئك الذين لم يحصلوا على أي من اللقاحين من قبل.

ونشر الفريقين نتائج دراستهما في وقت سابق من هذا الأسبوع خلال المؤتمر الدولي لجمعية مرضى الزهايمر. وعلى الرغم من أن جميع الباحثين أكدوا على أنه يجب تأكيد النتائج من خلال إجراء المزيد من الدراسات الأكبر، إلا أنهم قالوا أن هذه النتائج الأولية تشير إلى أن اللقاحات الحالية قد تساعد في منع الإصابة بالمرض الذي يصيب الدماغ وذاكرة الشخص خاصة عند التقدم في العمر.

ويقول ألبرت عمران، طالب في السنة الرابعة في كلية الطب ماكجفرن في مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس في هيوستن، والذي شارك في إعداد إحدى الدراستين: "سيكون ذلك بالتأكيد سبباً آخر للناس للحصول على لقاح الإنفلونزا".

وخلال دراسته قام ألبرت وزملاؤه بفحص السجلات الطبية لأكثر من 9000 شخص فوق سن 60 عاماً، ووجدوا أن أولئك الذين تلقوا لقاح الأنفلونزا ولو لمرة واحدة على الأقل خلال حياتهم كانوا أقل عرضة بنسبة 17 % للإصابة بمرض الزهايمر على مدى 16 عاما مقارنة بالأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح على الإطلاق. كما وجدوا أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بشكل متكرر كان لديهم انخفاض إضافي بنسبة 13 % في احتمالية تشخيصهم بالمرض مقارنة بالأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاحات على الإطلاق.

بالإضافة إلى ذلك، كانت كلتا المجموعتين سواء أولئك الذين تلقوا لقاح الأنفلونزا والذين لم يحصلوا عليه، لديهم نسب مماثلة للأشخاص الذين لديهم سمات أخرى مثل التدخين أو أمراض القلب والأوعية الدموية، وهي أعراض قد تؤثر على خطر الإصابة بمرض الزهايمر بشكل عام.

وقدر الباحثون أن المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 75 و84 عاماً وحصلوا على لقاح الإنفلونزا بشكل سنوي كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 6 % سنويا على مدار 16 عام.

أما الدراسة الثانية فقد كانت أصغر قليلا من الأولى، حيث قام الباحثين فيها بتقييم أكثر من 5100 شخص فوق سن 65 عاماً.

ووجد الباحثون من جامعة ديوك وجامعة نورث كارولينا الذين قاموا بالدراسة أنه بعد حساب خصائص مثل الجنس والتعليم، فإن كبار السن الذين تلقوا لقاحا لمرة واحدة أو بشكل متكرر من المكورات الرئوية قبل بلوغ سن الـ 75 كانوا أقل عرضة بنسبة 25 إلى 30 % للإصابة بمرض الزهايمر من الذين لم يتلقوا اللقاحات مطلقاً.

كما وكانت مجموعة فرعية من هذه المجموعة، وهم الأشخاص الذين لم يكن لديهم متغير جيني معين مرتبط بمخاطر مرض الزهايمر، أقل عرضة بنسبة 40% للإصابة بالزهايمر على مدى 10 سنوات من غيرهم.

ومع ذلك، لم يقلل الأشخاص الذين تلقوا لقاحات الالتهاب الرئوي والإنفلونزا من خطر الإصابة بمرض الزهايمر خلال هذه الدراسة.

الجدير بالذكر أنه ليس من الواضح حتى الآن كيف يمكن لهذه اللقاحات الشائعة أن تحمي الناس من الإصابة بالزهايمر. ومع ذلك، فإن لدى عمران وزملاؤه بعض الأفكار للإجابة على هذا السؤال.

في السابق، وجد الباحثون أن بعض أنواع العدوى مثل عدوى المسالك البولية يمكن أن تؤدي إلى تفاقم مرض الزهايمر وأشكال الخرف الأخرى.

ويقول عمران: "مع تقدمك في العمر، لا يعمل نظام المناعة لديك بشكل جيد، وتقل قدرته على التعامل مع مسببات الأمراض والسيطرة على العدوى التي يصاب بها الجسم أي كان نوعها".

الجدير بالذكر أن الباحثون الذي قاموا بالدراستين يدرسون حاليا كيفية تطور مرض الزهايمر جراء الإصابة بالالتهاب المفرط الذي يمكن أن يتلف خلايا الدماغ، والذي قد يلعب دوراً في ما إذا كان الشخص سيصاب بالزهايمر أم لا.

كما أن هناك تفسير آخر وهو أن اللقاحات تعطي الجهاز المناعي المسن تمرينا مطلوبا ليحافظ على قوته. ويقول عمران: "إن فرضيتنا هي أن هذه اللقاحات تحافظ على نشاط جهاز المناعة وشكله قدرته على الاستجابة للالتهاب الذي نظن أنه يمنع الإصابة بمرض الزهايمر، فهذه اللقاحات تمنح نظام المناعة الخاص بكبار السن تدريبا سنويا للحفاظ على نشاطها وقوتها بطريقة مفيدة لأنها لا تسبب عدوى حقيقية".

ولكن لتحديد ما إذا كانت اللقاحات قد تقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر ومدى فعاليتها في ذلك، سيحتاج العلماء إلى متابعة الأشخاص الحاصلين على اللقاح وغير الحاصلين عليه لمدة من الزمن خلال تجارب سريرية كبيرة. فإذا ما كانت اللقاحات مثل لقاح الإنفلونزا تقلل خطر إصابة الشخص بهذا النوع من الخرف بالفعل، فقد يكون من الممكن زيادة صقلها لتوفير المزيد من الحماية.

النهضة نيوز