الكسندرا نجار

تقارير وحوارات

الطفلة الكسندرا نجار .. "أميرة الثلج" التي قضت في مرفأ بيروت وأصبحت أيقونة الاحتجاجات

20 آب 2020 13:52

سلطت شبكة NBC News الأمريكية الضوء على الطفلة اللبنانية الكسندرا نجار وهي واحدة من أصغر ضحايا انفجار مرفأ بيروت وذكرت الشبكة الأمريكية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني إن الطفلة نجار أ


سلطت " شبكة NBC News" الأمريكية الضوء على الطفلة اللبنانية الكسندرا نجار، وهي واحدة من أصغر ضحايا انفجار مرفأ بيروت.

وذكرت الشبكة الأمريكية في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، إن الطفلة نجار أصبحت أيقونة التظاهرات الاحتجاجية المندلعة في بيروت للمطالبة بمحاسبة الفاسدين.

وفيما يلي نص التقرير الذي نشرته الشبكة الأمريكية الذي ترجمته "النهضة نيوز":

 إن أهلها لا يفهمون سبب الانتشار واسع النطاق لصورة وجه ابنتهم البالغة من العمر 3 سنوات، فقد كانت الطفلة "الكسندرا نجار" ، البالغة من العمر 3 سنوات، واحدة من أكثر من 170 شخص فقدوا أرواحهم خلال الانفجار الكارثي الذي ضرب ميناء العاصمة اللبنانية بيروت يوم 4 أغسطس ،بجانب إصابة آلاف المواطنين و تعميق الأزمة السياسية في لبنان.

و تقول والدتها تريسي نجار: " على الرغم من أنها لم تكن الطفلة الأصغر التي توفيت في الانفجار، إلا أنها كانت الطفلة الأولى ، و لكنني لا أعرف حقا لماذا أو كيف أصبحت رمزا لهذه المأساة ".

ديفيد هيل: قد يكون حزب الله جزءا من الحكومة الجديدة وقد لا يكون

الكسندرا ، أو "ليكسو" كما يطلق عليها أفراد عائلتها ، كانت فتاة شجاعة و ثرثارة و لطيفة و مفعمة بالحياة ، شوهدت من قبل جالسة على أكتاف والدها " بول نجار" ، و هي تلوح بالعلم اللبناني في مظاهرة مناهضة للحكومة اللبنانية الخريف الماضي ، حيث أن صورتها هذه قد انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الأسبوعيين التاليين للانفجار .

و قد أصبح وجه الكسندرا يمثل صرخة استنفار ضد ما ينظر إليه على أنه عجز حكومي و إهمال أدى إلى حريق في أحد المستودعات ، ما أدى إلى اشتعال 2750 طنا من نترات الأمونيوم ، وهي مادة كيميائية تستخدم في الأسمدة و صنع المتفجرات .

و قال والداها أنهم كعائلة واحدة ، كانوا يحضرون تلك المظاهرات الشعبية اللبنانية بشكل متكرر ، و ذلك للمطالبة بتغيير قيادة البلاد و انهاء السياسة الطائفية ، و قد قال والدها عن الوقت الذي التقطت فيه تلك الصورة : " لقد كانت لحظات سعيدة حقا ، و قد كانت الكسندرا تستمع بوقتها معنا ".

عاشت الأسرة على بعد أقل من نصف ميل من ميناء الجميزة ، و هو حي صاخب في وسط المدينة معروف بمبانيها التاريخية ، و باراتها و مطاعمها و معارضها الفنية الشهيرة .  و قد كانت شقتهم دائما ما تكون مليئة بأصوات أفلام ديزني التصويرية ، و قد قال بول أن الكسندرا كانت تشاهد كرتون " الأميرة "عندما حطم الانفجار نوافذ منزلهم الزجاجية الكبيرة ، ملقيا بتريسي و ألكسندرا نحو الحائط ، حيث ضربوا رؤوسهم و أغمي عليهم على الفور .

و قد هرع بول ، الذي لم يكن في الشقة في ذلك الوقت ، إلى المنزل . و بمجرد وصوله ،  أمسك ابنته التي كانت واعية بالكاد و انضم إلى الآلاف من الناس المتجهين إلى مستشفيات المدينة ، و بعد أن استقلوا دراجة نارية ، توجهوا إلى مستشفى سان جورج ، غير مدركين أن غرفة الطوارئ قد دمرت في الغالب .

وفي المستشفى ، قام طبيب غرفة الطوارئ بالتعامل مع حالتها قبل إيقاف سيارة إسعاف ، حيث صعد إلى الجزء الخلفي من سيارة الإسعاف معهم ، و أعطى الأوكسجين إلى الكسندرا ، و قد قال بول : " أنا لا أعرف اسمه ، أتمنى أن أشكره مرة أخرى ، لقد كنا في حالة فوضوية للغاية ".

و لكن في الطريق إلى مستشفى أوتيل ديو دي فرانس ، قال الطبيب أن الكسندرا تعاني من إصابة خطيرة في الدماغ و من غير المرجح أن تنجو منها ، ثم حوصروا وسط ازدحام الحركة المرورية على بعد شوارع سكنية قليلة من المستشفى ، ما دفع الطبيب العامل في الصليب الأحمر اللبناني إلى حمل الكسندرا بين ذراعيه و الركض نحو المستشفى مقتحما أبوابها .

و قد قال بول أن زوجته ترايسي كانت تقول لابنتهما المغمى عليها طوال الوقت : " لقد حاولوا قتلنا ، أظهري لهم أنك يمكن أن تكوني معجزة هذه المأساة و استيقظي ! "، لكن الكسندرا توفيت في غضون 72 ساعة من الانفجار على سرير المستشفى بينما كان والديها بجانبها .

و بحسب بول ، فقد دفنت العائلة فقيدتهم خلال الأسبوع الماضي ،  حيث دفنت و هي مرتدية ثوب أميرة " بياض الثلج " من أفلام ديزني التي كانت تحبه كثيرا . و قد أضاف بول الذي كان يضع ضمادات طبية على وجهه : " لقد أرادت أن ترتدي هذا الفستان طوال الوقت ، لذلك اعتقدنا أنها ستكون سعيدة بالبقاء فيه الآن ".

و الجدير بالذكر أن الزوجين قالا أنهما يلقيان باللوم على الحكومة و الطبقة السياسية النخبوية التي احتجوا عليها بشأن وفاة ابنتهما . حيث قال بول : " تخيل ، لو لا سمح الله ، كانت هناك ثالث أكبر قنبلة في تاريخ العالم موضوعة في منتزه مركزي ، و لم يفعل أي أحد شيئا حيالها ، و ظلت هناك لسنوات ، فما الذي سيحدث برأيكم؟!. نحن نعيش اليوم في بلد به شعب و نظام حكم ، و ليس هناك ثقة أو إيمان بالنظام الحاكم على الإطلاق . فمن الذي سيحقق في الانفجار ؟ من سيقرأ التقرير ؟ نفس المجرمين الذين قتلوا ابنتنا؟ ".

في حين قالت تريسي ، التي تحمل الجنسيتين الكندية-اللبنانية المزدوجة ، أن القنصلية الكندية قد اتصلت بهما على الفور لتقديم التعازي و المساعدة . في حين أنهم لم يتم التواصل معهم من قبل أي شخص في الحكومة اللبنانية . و قد أكدت أنه في حال بقيت الأحوال على ما هي عليه ، فهم يخططون لمغادرة لبنان إلى الأبد ، مضيفة : " لقد فقدنا طفلتنا و منزلنا و ما زلنا نناضل .. لذلك ، قاتلوا معنا يا رفاق ، ناضلوا معنا ".

النهضة نيوز - ترجمة خاصة