. "باختصار كان عام مليئ بالخيانة، وهنا أقصد خيانة الشخوص لمؤلفه" هكذا صرّح السيناريست خلدون قتلان لموقع النهضة نيوز.
أقدم رمضان حاملًا للياليه حفنةً من المسلسلات الدرامية، وباتت من طقوس الشهر الفضيل المنافسة الشرسة في الساحة العربية الفنية.
شهر رمضان هو ذروة الأعمال. جميع من في الوسط يعمل وينتج بَصْمتَه الخاصّة ليسطع نجمه في ليالي رمضان.
غاب السيناريست السوري خلدون قتلان عن الساحة الفنية ليعود خائب الأمال من شركة الانتاج "ايغل فيلمز "ومن المخرج رامي حنا وطبعًا من "الكاتبة "ريم حنا.
يوضح الكاتب خيانة الشخصيات لخياله كما خيانة زملائه في الوسط ، ويأكّد الكاتب قتلان، أنّ نص "الخونة" اللذي تمتلكته شركة "كلاكيت ميديا" للمنتج إياد نجار، أُرْسِل لبعض المخرجين بعد الامتناع عن الانتاج ، ومنهم رامي حنا، الذي لم يتأخر عن أخذ السيناريو وتحويله من "الخونة" الى "الكاتب".
يقول قتلان : " لدي مقولة استخدمها دائماً أمام كل نص أقوم بكتابته ، لكل "عنوان" من اسمه نصيب. وفي الحقيقة أثناء مشاهدتي إلى إنتاج الكاتبة "ريم حنا" كانت صدمتي كبيرة جداً، فالشخوص خانتني بشدة، ولكنها شخوص جعفر الكاتب في عالمه الواقعي ففي الخونة الشخصية الرئيسية اسمها جعفر، لقد كنت اتابع عبر المسلسل جزء خاص جداً من حياتي الشخصية، وهنا أعتقد أنّ الخيانة بلغت الذروة!"
مسلسل "الكاتب" يعتمد على شخصيات نص "الخونة"، الحبكة الدرامية نفسها وهذا في مفهوم حقوق الملكية الفكرية يسمّى سرقة ! نص "الخونة" مسجّل في دائرة حماية الملكية الفكرية في سوريا منذ عام 2013، وينصّ القانون على التالي :
الفصل الرابع..أصحاب الحقوق
المادة 13
أ / المؤلف هو صاحب الحقوق المعنوية والمالية على المصنف إلا إذا جرى النص على غير ذلك في هذا القانون.
ب/ ويعد مؤلفا الشخص الذي ابتكر المصنف المحمي بموجب أحكام هذا القانون كما يعد مؤلفا من يظهر اسمه على المصنف بالطريقة المعتادة أو ينسب إليه عند نشره باعتباره مؤلفا له ما لم يقم الدليل على غير ذلك.
الباب الثامن.. الاجراءات التحفظية والعقوبات
الفصل الأول.. الاجراءات التحفظية
المادة 77
يلتزم كل من اعتدى على حق من حقوق المؤلف أو الحقوق المجاورة المحمية وفق احكام هذه القانون باداء تعويض عادل للمتضرر تقدره المحكمة بالاستناد الى قيمة العمل التجارية وما فات صاحب الحق من ربح وما لحقه من خسارة وما جناه المعتدي من كسب وذلك لجبر الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بصاحب الحق وللمحكمة ان تامر بمصادرة جميع الادوات والاجهزة التي استعملت بصورة رئيسية في التعدي.
انطلاقًا من القانون يحقّ لشركة الانتاج السورية كلاكيت و السيناريست قتلان التوجه بدعوى قضائية على كلٍّ من الشركة المنتجة، المخرج والكاتب لعمل " الكاتب" .وهذا ما حصل،ولكن هذا ليس بكل شيء ، فعاد الكاتب قتلان ليصرّح لنا بأنّ "الكاتب " ليس العمل الوحيد "المسروق" من خياله وقلمه :
" الكارثة أنّ الخيانة لم تتوقف عند نص "الخونة" بل طالت نص أخر قد بدأت بكتابته العام الماضي ويحمل عنوان " إمام القبول "ويتحدث عن سيرة حياة المتصوّف الكبير - الحسين بن منصور الحلاج- المسيح المسلم كما يدعونه في الغرب.بعد كتابة ما يقارب عشرين حلقة تم إيقافي عن المتابعة والحجة أنّ النص أعلى من مستوى المتلقي. فُسِخ العقد بيني وبين الشركة المنتجة ولم أتلقّى منهم إيّ تعويض. فيما بعد قامت الشركة بالتعاقد مع كاتب أردني الجنسية الذي قدّم وجهة نظره في شخص الحلاج.
الكارثة أن معظم ما قدّمته للشركة المنتجة تمّ الإستفادة منه في عملهم الذي يحمل عنوان "العاشق صراع الجواري".
الشخوص خانتني من جديد وقفزت إلى نص آخر، فالشخوص الغير تاريخية التي قمت بتأليفها للتفاعل مع الشخصيات التاريخية بقيت في العمل المنسوخ وهذا ناهيكِ عن الاستفادة التامّة من البحث التاريخي ".
يخلق الكاتب حياةً كاملة من نسج خياله ورواثب واقعه، فيكون العمل الدرامي طفلًا من رحم ذاته. في عالمنا العربي السرقة باتت مباحة، فحقّ الملكية الفكرية غائب أخلاقيًا عند البعض.
عادةً لا يرى المشاهد سوى أحداث المسلسل والنجوم اللذين يجسّدون الكلمات على الشاشة، لا يأبه فعلًا من الكاتب أو المخرج ، يرى الشخصيات وكأنها فعلًا هيي من قامت بالفعل المكتوب. أمّا من يعملون في الوسط الفني الدرامي من كتّاب وممثلين ومخرجين ومنتجين ونقّاد لهم رأيهم الفعّال في النزاعات الداخلية، ولكن في قضية قتلان غاب الرّأي العام الفني وذلك وبحسب قوله : " إنّ المسألة حساسة بالنسبة لهم، فأي دعم لي يعني الوقوف في وجه رأس المال – الإنتاج المهيمن - الذي يحاسب أحياناً على كبسة "لايك". وأنا اتفهم موقفهم. ببساطة ظلمت لأني أقدم الأفضل ، وهذا كل ما في الأمر."
في المرحلة الحالية ينتظر الكاتب الفعلي للنصوص التي ذكرت أعلاه التحرّك القضائي وهو يتابع بالملاحقة الشفهية عبر قنوات التواصل الإجتماعي وخاصّة عبر صفحته الخاصة على الفايسبوك فكان قد نشر منذ بضعة أيام :
" جاء في بيان وزراة الإعلام بخصوص مسلسل "دقيقة صمت" اشارة واضحة لحالة سرقة قامت بها شركة انتاج عربية، وإذا وضعنا بالحسبان حالتين سرقة درامية تعرضت لهما شخصياً من قبل شركات انتاج عربية، نص الخونة الذي قدمته شركة "ايغلز فيلم" تحت عنوان الكاتب، ونص إمام القبول "الحلاج" والذي قدمته شركة " اي سي ميديا برودكشن" تحت عنوان العاشق/ صراع الجواري
اعتقد أنه يمكننا القول الأن أن الدراما السورية تتعرض لهجوم غير مسبوق من قِبل شركات انتاج عربية، ومما حدث يجب أن ندرك جيداً أن الدراما سلاح فتاك، وفي كل الأحول الكلمة الأخيرة ستكون للقضاء السوري في انصاف ما يتعرض له منتج وطني هام."
ختم الكاتب خلدون قتلان لقائه مع النهضة نيوز :
" أوّل من يتحمل المسؤولية في حالة مسلسل "الكاتب" هو المخرج رامي حنا، فهو قد اطلع سابقاً على نص "الخونة" واعطى رأيه للشركة المالكة وتشاركه المسؤولية كاتبة العمل.
وفيما يخص نص "إمام القبول" فتتحمل الشركة المنتجة كامل المسؤولية. في ختام حواري اشكر كل الأقلام النظيفة في لبنان الشقيق وأقول أنّه يمكننا معاً العمل على خلق دراما نصل بها إلى أعلى هرم النجاح" .