أوروبا

أخبار

رغم إساءة معاملتهم.. اللاجئون يتطوعون في أوروبا للمساعدة في مكافحة تفشي فيروس كورونا

8 نيسان 2020 19:14

تطوع العديد من طالبي اللجوء واللاجئين في بلدة تير أبيل الهولندية الصغيرة للمساعدة في إبقاء السكان المحليين آمنين وسط تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19.

تطوع العديد من طالبي اللجوء واللاجئين في بلدة تير أبيل الهولندية الصغيرة للمساعدة في إبقاء السكان المحليين آمنين وسط تفشي فيروس كورونا التاجي المستجد Covid-19.

وكان من بينهم طالب اللجوء الكردي القادم من شمال سوريا، ديار، البالغ من العمر 23 عاماً. حيث قام ديار برفقة 24 شخصا من طالبي اللجوء في البلدة بتطهير عربات التسوق وسلاسل التسوق خارج محلات البقالة والمراكز التجارية بشكل طوعي.

وقال ديار لصحيفة "EUobserver" الأوروبية في مقابلة عبر الهاتف يوم الاثنين: "نحن ننظف عربات التسوق، إننا نبذل قصارى جهدنا للمساعدة في الحفاظ على سلامة الناس".

لم يرغب ديار في الكشف عن اسمه الأخير، لكنه قال أن رد الفعل المحلي على جهودهم التطوعية، التي يتم نشرها غالباً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان إيجابيا للغاية.

أضاف ديار: "نحن نساعد الجميع، إذا قلت الجميع فأنا أعني جميع الناس"، مشيراً إلى أن العديد من المتطوعين هم طالبي لجوء من الجزائر والعراق وباكستان وسوريا وطاجيكستان.

كما ويساعد المشرفون الهولنديون والناطقون باللغة الإنجليزية في توجيه الفرق التطوعية التي شكلها اللاجئين، وذلك للتأكد من أن كل شيء يسير بسلاسة مع السكان المحليين.

والجدير بالذكر أن بلدة تير أبيل تضم أماكن مخصصة لـ 2000 طالب لجوء، وهو أكبر مركز استقبال للاجئين في هولندا. كما أنها كانت مليئة بالنزاعات والمشاكل التي أثرت بالسلب على اللاجئين، وذلك بعد شكاوى قيام مجموعة من طالبي اللجوء سابقا بالقيام بعملية سرقة، مما صعب الإجراءات وأعطى صورة سلبية للاجئين في أذهان بعض السكان المحليين.

يقول ديار: "في هذه البلدة، هناك أشخاص طيبون وهناك سيئون، لكننا نبذل قصارى جهدنا للقيام بما في وسعنا لتغييرهم ليكونوا أناسا أفضل"، مشيراً إلى جهودهم التي تخلق علاقات إيجابية جديدة بينهم وبين السكان المحليين.

وبصرف النظر عن الرأي العام، غالباً ما تكون السياسات المحيطة بالهجرة في معظم أنحاء الاتحاد الأوروبي سلبية وغير ثابتة.

وعندما طلب من الحكومة الهولندية أن تساعد اليونان عبر استقبال الأطفال من طالبي اللجوء والمتواجدين في مخيمات اللجوء المكتظة في جزر بحر إيجه، رفضت الحكومة ذلك. وقال وزير الأمن والعدل الهولندي، أنكي بوركرز نول للصحفيين في بروكسل في ذلك الوقت: "لسنا مستعدين لاستقبال الأطفال".

وجاءت هذه التعليقات رداً على الجهود المتوقفة على مستوى الاتحاد الأوروبي لنقل أكثر من 1600 قاصر غير مصحوبين مع والديهم من مخيمات اللجوء المكتظة في الجزر اليونانية إلى ثماني دول في الاتحاد الأوروبي.

وعلى الرغم من تعرضهم في كثير من الأحيان لهجمات سياسية، ما زال يتقدم اللاجئون إلى الاتحاد الأوروبي طلباً للمساعدة وهرباً من المعاناة والحروب في بلادهم.

من ناحية أخرى، طلبت الحكومة الألمانية من اللاجئين على أراضيها المساعدة، حيث طالبت اللاجئين والمهاجرين ذوي الخلفيات الطبية التقدم للمساعدة في مكافحة جائحة فيروس كورونا التاجي Covid-19.

كما وقامت إسبانيا بتوظيف 200 طبيب أجنبي وعامل صحي من طالبي اللجوء للمساعدة في مكافحة الجائحة الفيروسية.

وفي النمسا، تعاون المجتمع المدني مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لتوظيف العاملين الصحيين وهواة جمع القمامة والخدمات الأخرى المطلوبة.

• اللاجئون يطعمون المشردين في إيطاليا

وفي مدينة تورينو شمال إيطاليا، تساعد مجموعة أخرى من اللاجئين المشردين في الشوارع الإيطالية. حيث أن " موزايكو " وهي منظمة يقودها اللاجئين ومقرها في المدينة، يقدمون يد المساعدة لطالبي اللجوء عندما يتعلق الأمر بالمشاكل القانونية أو الاندماج في المجتمع الإيطالي.

ولكن مع انتشار وباء فيروس كورونا بشدة في شمال إيطاليا، علقت المنظمة أنشطتها للتركيز على أفضل طريقة لمكافحة الفيروس.

وبدوره قال يعقوب كبيدة، مدير منظمة موزايكو لصحيفة EUobserver: "نحن لا نساعد اللاجئين فحسب، بل ونساعد المتشردين أيضاً".

وأضاف كبيدة إلى أن نحو 150 من طالبي اللجوء، بما في ذلك العائلات، يعيشون في المباني المهجورة في تورينو، كما وينام البعض الآخر في ملاجئ المشردين في الليل، حيث عادة ما تطلب هذه الملاجئ منهم مغادرة المكان خلال النهار. لكنه أكد أن البلدية أصبحت تسمح لهم الآن بالبقاء في الملجأ وعدم الخروج إلى الشوارع.

وصعدت منظمة موزايكو منذ ذلك الحين أنشطتها لإطعام المشردين الذين يسكنون في الملاجئ، بغض النظر عن جنسياتهم أو خلفياتهم. كما وقد طورت المنظمة تطبيقا يوضح لأولئك الأشخاص أين يمكن أن يحصلوا على مكان للنوم أو مكان لتناول الطعام أو الاستحمام أو الحصول على خدمات أخرى مجانا .

وقد اختتم كبيدة قائلاً: "يمكن لجميع سكان مدينة تورينو الاستفادة من هذا التطبيق، سواء أكانوا لاجئين أم لا" .

النهضة نيوز