سمية بعض الحيوانات تنتج من تناولها طعاماً ساماً

عالم الحيوان

حيوانات تتغذى على أطعمة سامة لتكتسب قدرة سمية تحميها من الحيوانات المفترسة

12 حزيران 2024

يقول المثل القديم: ما تأكله يحدد قدرتك، وينطبق هذا على العديد من الحيوانات التي تتناول السم بانتظام، وبالنسبة لبعض الأنواع التي تتغذى على الأطعمة السامة مثل النباتات والحشرات، فإن هذه الوجبات السامة لا تسبب أي ضرر لهذه الكائنات وهي تكتسب سمية تفيدها في الحماية من الطفيليات أو الحيوانات المفترسة.

حيوانات تتناول طعاما ساما لحماية نفسها

يقول نوح وايتمان، عالم الأحياء التطوري ومؤلف كتاب "السم اللذيذ"، من جامعة كاليفورنيا في بيركلي، أن التكيفات التي تتيح ذلك هي المفضلة بالنسبة للانتقاء الطبيعي، وتساعد هذه الطفرات الجينية الحيوانات على مقاومة السموم والتي يمكن أن تنتشر على نطاق واسع مع مرور الوقت، وقد تنشأ طفرات أخرى تساعد الحيوانات فعلياً على تخزين السموم والاستفادة منها للدفاع عن نفسها، وبعض هذه الأنواع هي: 

فراشات الملك التي تأكل نبات الصقلاب السام: 

تعتبر  فراشات الملك من الحيوانات الجميلة، ولكنها سامة أيضاً، وتضع فراشات الملك بيضها على نباتات الصقلاب، حيث تلتهم اليرقات الأوراق التي تحتوي على مركبات جليكوسيدات السامة، وتقوم فراشات الملك بتخزين هذه السموم في أجسامها لردع الحيوانات المفترسة، ويشير اللون الأسود والبرتقالي الجذاب للحشرات إلى هذه السمية.

تطورت فراشات لتتمكن من هضم النبات السام من خلال عدد قليل من الطفرات الجينية الرئيسية، وهي الطفرات التي اكتشفها العلماء مؤخراً، ولسوء الحظ بالنسبة للفراشات، فإن بعض الحيوانات المفترسة، بما في ذلك فئران المنقار ذات الرأس الأسود وفئران الغزلان الشرقية، طورت أيضاً طفرات تمكنها من التهام الحشرات وتحمل السموم.

الضفادع السامة التي تأكل الحشرات السامة 

تشتهر الضفادع السامة بألوانها الرائعة وبالتحذير الذي تنقله هذه الألوان للحيوانات المفترسة بأن أكلها هو فكرة سيئة، وستجد الحيوانات المفترسة التي تحاول تناول هذه الضفادع أن طعمها السام غير لذيذ، وسوف يتذكرون لاحقاً أن الضفادع ذات الألوان الزاهية هي وجبات يجب تجنبها.

في الغابات المطيرة في أمريكا الوسطى والجنوبية، تأكل الضفادع نظاماً غذائياً معيناً لبناء دفاعاتها السامة، وهي تأكل الحشرات، بما في ذلك النمل والخنافس والنمل الأبيض وغيرها، التي تحتوي على السموم، ويتراكم السم في جلد الضفادع، وهذا السم أقوى 200 مرة من المورفين الموجود في بعض الأنواع، ويتم تخزينه في الغدد الجلدية وإفرازه عندما يتعرض الضفدع للتهديد، ويمكن أن يؤدي تذوق هذه الضفادع السامة إلى إصابة الحيوانات المفترسة بالمرض أو حتى الموت.

 السمكة المنتفخة التي تستهلك البكتيريا السامة 

تشتهر السمكة المنتفخة بأنها طعام ياباني شهي يعرف باسم فوجو، والتي إذا تم إعدادها بشكل غير صحيح، فقد يؤدي ذلك بسرعة إلى الوفاة بالنسبة للبشر الذين قد يموتون في غضون ساعات قليلة من تناول الوجبة.

يُعرف سم السمكة المنتفخة باسم tetrodotoxin أو TTX، وهو يهاجم الخلايا العصبية ويسبب الشلل، وفي بعض الأحيان الموت، عن طريق الاختناق أو قصور القلب، ولا يتم إنتاج هذا السم القوي من قبل السمكة المنتفخة ولكن عن طريق البكتيريا التي تعيش في أمعاء السمكة، ومن المحتمل أن تحصل الأسماك على الميكروبات المنتجة للسم من نظام غذائي يتكون من الطحالب واللافقاريات، حيث طورت الأسماك طفرة جينية تحمي خلاياها العصبية من تأثيرات TTX، وفي الوقت نفسه، يتراكم السم العصبي في جلد السمكة، وفي أعضاء مثل الكبد، حيث يمكن أن يشل أو يقتل الحيوانات المفترسة، بما في ذلك البشر.

لكن هذا النوع من الدفاع قد لا يكون السبب الوحيد الذي يجعل الأسماك تحتوي على ميكروبات تنتج السم، تشير بعض الدراسات إلى أن TTX قد يعمل أيضاً كمخفف للتوتر، مما يخفض مستويات الهرمونات مثل الكورتيزول، وهذا يجعل الأسماك أقل عدوانية ويعزز النمو.

موقع سميثسونيان