لا أرى سوى الدم.. سياسي لبناني يتخوف من القادم في لبنان

تقارير وحوارات

نجاح واكيم: لا يوجد حرب شاملة على لبنان وأخاف من الفتنة الداخلية

26 أيار 2024

اعتبر رئيس حركة الشعب اللبنانية النائب السابق نجاح واكيم، بأنه لا وجود لحرب شاملة على لبنان لأن إسرائيل غير قادرة على ذلك، مبديا تخوفه من الفتنة الداخلية.

نجاح واكيم يحذر من اندلاع الفتنة في لبنان

حيث رأى السياسي اللبناني نجاح واكيم في مقابلة مع الإعلامي رواد ضاهر عبر منصة بالمباشر على يوتيوب، بأن إسرائيل لن تشن حربا شاملة على لبنان، ومن الممكن أن يكون هناك تصعيد في العمليات أو القصف، مضيفا: "لا يوجد حرب شاملة لأن إسرائيل غير قادرة على ذلك، الشيء الذي أخاف منه هو شيء ثانٍ، والذي هو الفتنة الداخلية التي تحركها أمريكا وإسرائيل."

ورد واكيم على كلام المضيف ضاهر، عن أن أحدا لا يريد الفتنة في لبنان وأن كل التطورات والحوادث التي جرت تم استيعابها، ليبين جديَّة احتمالات الفتنة مستندا إلى التاريخ.

وقال واكيم: "دعنا نراجع مرحلة ما قبل الـ 75، بين الـ 68 و الـ 75 نحن نعيش نفس المرحلة، جرى أكثر من مرة حوادث ويقولون تم استيعابها وفي النهاية انفجرت أليس كذلك؟ من يعود للتاريخ تاريخ لبنان على مدى مئتي سنة هو تاريخ حروب أهلية، لماذا تتكرر؟ أولاً عوامل الفتنة قائمة والتي هي الطائفية السياسية، أو الشيء المضاف للطائفية هو الرعاية الخارجية لهذه الطائفة أو تلك أي التبعية للخارج، وهنا نرى أنه في لبنان لم تقم دولة وطنية أبدا، وفي الوقت الذي يحتدم فيه الصراع الإقليمي تندلع لدينا حرب أهلية، الأن في الوقت الحالي نرى التعبئة الطائفية السياسية شيء لا يُصدق في كل حادثة، قصة الكحالة الكل كان خائف، قصة باسكال سليمان كذلك."

وحول ما إذا كان يقصد بالتعبئة الطائفية السياسية تحديدا بين القوات وحزب الله، لفت إلى أن هذه التعبئة التي تجري مثل كلمة: "أخي نحن لا نستطيع أن نعيش معهم"، عندما أقول أنا لا أستطيع العيش معك فذلك يعني أنني سأتقاتل معك، وأنني سأطردك أو تطردني، أو أنني سأقتلك أو تقتلني"

وطرح الإعلامي ضاهر قاعدة يتفاءل بها الجميع تقول: الذي يريد الفتنة ليس لديه إمكانيات والذي لديه إمكانيات لا يريد الفتنة، ليسأل عن الفريق الذي يلمح له واكيم ومن سيسلحه ومن أين سيأتي بالمال والمقاتلين ومن سيرعى هذا المشروع في الخارج؟

وأعاد واكيم التذكير بالتاريخ بقوله: "في الـ 75 كان أيضاً يُقال الذي يستطيع لا يريد والذي يريد لا يستطيع، لكن تبين أن الكل يستطيع وفي وقتها الجميع أيضاً كان يريد، دائماً الحروب الأهلية لا تحسمها موازين القوى الداخلية بل تحسمها موازين القوى الخارجية."

وعن وجود تفاهمات أمريكية سعودية إيرانية على عدم التصعيد، أبدى واكيم عدم اعتقاده بوجود هذه التفاهمات حول لبنان قائلا: "نحن دائما نضع فرضية خطأ ونبني عليها منطقيا شيئا صحيحا لكن النتيجة تكون خاطئة لأن الفرضية بالأساس خاطئة، فمن قال أن الأمريكي لا يريد فتنة؟ الـ 75 أصبحت بعيدة وأصبحنا نستطيع القراءة وهناك وثائق كانت سرية وظهرت، من الذي قام بحرب الـ 75؟ الأمريكي والإسرائيلي هم من أشعلها، على ماذا كانت مضبوطة في وقتها؟ كانت مضبوطة على إيقاعات السلام الذي لم يكن ظاهرا، بين العرب وإسرائيل بين مصر وإسرائيل، الآن الفتنة يحركها الأمريكان والإسرائيليين.

وتساءل نجاح واكيم: "من يطرح الطروحات التي تشعل البلد، هم الأشخاص التابعين لأمريكا وإسرائيل أو لأمريكا، من الذي يطرح الفيدرالية والتقسيم وفكرة أننا لا نستطيع العيش معاً، ألا يقرأ هؤلاء التاريخ؟"

نجاح واكيم: حزب الله ضد الفتنة و القوات اللبنانية تقدم طرح التقسيم

وفيما يخص حادثة مقتل باسكال سليمان، أوضح واكيم بأن التعبئة كانت في البداية ضد الشيعة لأن التلقين والتعليم كان كذلك، قبل أن تصبح ضد السوريين، رافضا الكلام عن قيام السفارة الأمريكية بالتهدئة، مبينا أن السفيرة الأمريكية دعت للتهدئة لأنها لا تريد المساس بالنزوح السوري لأن هذا النزوح الذي يريده الأمريكان يعتبر عدة من معدات العمل على الفتنة الأهلية.

ورد واكيم على سؤال الإعلامي ضاهر حول كلامه الذي ينطلق من خلفية أن الفتنة واقعة واقعة وكأننا مقبلين على فتنة لا مفر منها؟ نافيا ذلك، وقال: "يجب أن نسلم بأننا بالمعطيات نحن ذاهبون إلى فتنة، السؤال كيف نواجهها؟ نحن بدأنا بالجبهة الوطنية، وابتداء من الشهر المقبل سيكون هناك حملة توعية ولقاءات بكل المناطق وكتابات تدعو جميعها لتكاتف اللبنانيين في مواجهة الحرب الأهلية وفي مواجهة الطائفية، فالخروج من دوامة الحرب الأهلية يحتاج لقوة وطنية عابرة للطوائف، هي إلى الأن ضعيفة جداً، الشيء الذي نقوم به هو محاولة خلق لهذه القوة الوطنية العابرة للطوائف، قد نختلف على الكثير من الأشياء لكننا متفقون على أن هذا البلد لنكون قادرين على حفظه والعيش به يجب أن نواجه احتمال الفتنة والحرب الأهلية، إذا كان كذلك تعالوا على هذا الأساس نتكتل كلنا معاً في مواجهة أدوات الفتنة ودعاة الفتنة."

وردا على الفريقين المعنيين بالحديث عن الفتنة وهما القوات اللبنانية والقريبين منه، والثاني حزب الله، أكد نجاح واكيم بأن حزب الله ضد الفتنة، وأن القوات اللبنانية ومن لف لفها هم من يقدمون الطروحات التقسيمية.

ولفت إلى أن القوات اللبنانية في الـ 75 وقبله كانوا يريدون السيادة ويقولون نحن اللبنانيون نريد أن نعيش معاً وأنهم ضد الفلسطينيين، لكن الذي حصل لم تكن حرب على الفلسطينيين بل كانت حرب من أجل الحرب الأهلية، والأن يقومون بنفس الشيء في موضوع المقاومة، بماذا تزعجهم هذه المقاومة؟

نجاح واكيم: إسرائيل تعتدي على لبنان قبل وجود حزب الله

وحول قول القوات اللبنانية بأن سلاح المقاومة يقيد بناء الدولة، قال واكيم مستنكرا "إذا كان كذلك أنا مع سحب سلاح المقاومة، تعال إبني لنا الدولة!" متسائلا: "إذا لم يكن هناك دولة تحمي الوطن هل تستطيع أن تمنع الشعب من حماية نفسه؟"

وأضاف: تريدون سحب سلاح المقاومة ولا سلاح إلا سلاح الشرعية، أنا أبصم على ذلك، لكن الدولة تقول لك أنا غير قادرة على مواجهة إسرائيل، الدولة أو السياسية الدفاعية للدولة مرهونة للقرار الأمريكي، أمريكا لا تعطيك السلاح، والسلاح الذي من الممكن أن تقدمه لك حتى لوكان بارودة إم سكستين m16 ممنوع أن تستخدمه ضد إسرائيل، وهناك أناس في الجنوب ونحن نراهم طوال حياتهم يتلقون الضرب والقتل، والدولة اللبنانية قوتها بضعفها، فجاء هؤلاء الناس وصنعوا المقاومة لكي تحميهم وتحمي بيوتهم وتحمي أولادهم، لو أن هناك دولة تتولى أمر الدفاع عن الوطن، ألا كان هؤلاء يفضلون أن يذهب أولادهم إلى المدراس ولا يذهبون إلى القتال والاستشهاد."

ورد واكيم على وجهة نظر القوات وحلفاءها بأن حزب الله لو لم يبادر بالـ 2006 للخطف وبادر بـ 8 تشرين ليقوم بأول عملية، فإن إسرائيل لم تكن لتهاجم لبنان، متسائلا: "حزب الله متى قام؟ قبل الـ 82 لم يكن هناك شيء اسمه حزب الله، وكانت إسرائيل داخل بيروت، وحتى قبل هؤلاء وقبل المقاومة الفلسطينية وقبل الأحزاب المتحالفة معها، بالستينيات وبالخمسينيات إسرائيل كانت أيضاً تضرب لبنان، الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان مسجلة بالأمم المتحدة بالمئات، لم تخرج رصاصة من لبنان، لم يكن هناك أحد معه رصاصة، فإسرائيل كانت تعتدي علينا ليس لأن أحد يمس بها، بل تعتدي علينا لأن مشروعها هو أن تعتدي علينا."

نجاح واكيم: إسرائيل تسلح القوات اللبنانية

وبحسب واكيم فإن لبنان لم يعد به شيء سوى السلاح، لدى الجميع وأينما كان، وكل من يقول بأنه ليس لديه سلاح كاذب ومنافق، وهو لا يصدق القوات اللبنانية بأنهم لا يملكون السلاح، فأثناء حادثة باسكال سليمان ألم يظهر السلاح؟ أثناء حادثة الطيونة ألم يظهر السلاح؟ أثناء حادثة الكحالة ألم يظهر السلاح؟ في الـ 75 والـ 76 من الذي كان يسلحهم؟ إسرائيل وأمريكا، هل قاموا بتسليحهم مرة ثم تابوا وتوقفوا!؟ والأن كذلك."

وأجاب واكيم حول ما إذا كانت إسرائيل تقوم بتسليح القوات بالقول: "نعم لما لا، من أين يأتون بالسلاح بالتأكيد إسرائيل تقوم بتزويدهم، أكيد أمريكا تقوم بتزويدهم، من أين يأتون بالسلاح وهم ليس لديهم مصانع للسلاح، إذاً هناك جهة ما تقوم بتزويدهم، من هذه الجهة الصين؟ لا، كوبا؟ لا، الخليج يقوم بتزويدهم بالمال، ويمكن أن يعطيهم السلاح، فالخليج هو أداة بيد إسرائيل."

وتابع قائلا: "حزب الله يقول إن إيران تقوم بتسليحه وتمويله من أجل مواجهة إسرائيل، الأمور واضحة، فتصبح أنت مع حزب الله أو ضده تعني أنت مع مواجهة إسرائيل أو لا، فأنا مع مواجهة إسرائيل، الخطر علينا ليس من إيران، الإمبريالية الإيرانية لا أراها، لكن الإمبريالية الأمريكية أراها تمسك البلد من رقبته".

نجاح واكيم: النازحون السوريون في لبنان باقون وأمريكا تريد ذلك

وفي موضع النازحين السوريين في لبنان، رأى واكيم بأن الحراك الذي يجري حاليا بشأنهم لن يسفر عن شيء وهم باقون للأسف، وأضاف: "عندما يكون هناك تنسيق جدي مع سورية، نستطيع أن نقول دعونا نرى، لكن يجب أن يكون هناك دولة لبنانية متحررة من الوصاية الأمريكية، في الأساس من الذي أبقى النازحين هنا، ومن الذي تسبب بتهجيرهم من سورية؟ الحرب على سورية، والحرب على سورية من الذي قام بها؟ من أدارها؟ أميركا، فالنازحون جاؤوا إلى هنا، وهم قالوا إنهم إنسانيا يساعدون النازحين، لماذا لا تساعدهم إنسانياً في أرضهم، لماذا إذا خرجوا من هنا تتوقف عن مساعدتهم، إذاً فأمريكا تقول لهم ابقوا هنا."

وعن ملف الرئاسة واستعجال الخماسية بان يكون هناك رئيس للبنان في حزيران أو تموز، رأى واكيم بأنه لن يوجد رئيس للبنان، واستطرد بالقول: "دعنا نضع فرضية ونصدقهم وأن هناك رئيس، وجاء الرئيس الأن ماذا سيفعل؟ ضمن هذه التركيبة ماذا سيفعل؟ فحين وقعت الفتنة كان هناك رئيس، وجاء رؤساء في الفتنة ولم يوقفوا الفتنة".

وأوضح رأيه بالقول: في نظام إما أن ينتهي، وإما سينتهي البلد، واحد من الإثنين، هذا النظام وهذا البلد لا يعيشون معاً، عدا عن ذلك أنا لا أرى أن هناك رئيس لأن الرئيس في لبنان يأتي نتيجة تسوية خارجية والقوى الفاعلة حالياً ليست بمرحلة تسويات بل هي بمرحلة صراع، نحن سنبقى هكذا، ماذا أرى؟ أعود وأقول خوفي الكبير أنني لا أرى سوى الدم."

وفيما يخص وفاة رئيس إيران إن كانت نتيجة حادث طبيعي أم عملية اغتيال، رجح واكيم فرضية الحادث الطبيعي، معتبرا بأن الكلام عن فراغ أو انهيار للجمهورية الإسلامية الإيرانية كون رئيسي كان مرشحا لخلافة الخامنئي، بأنه نوع من التبصير، ففي إيران مؤسسات مهمة، ولا شك أن السيد إبراهيم رئيسي كان من الأشخاص الأكفاء، وحسين أمير عبد اللهيان أيضاً من الأشخاص الأكفاء، لكن ذلك لن يؤثر أبداً لا على سياسة إيران ولا على قوة إيران، فالذين يتحدثون عن انهيارات وغير ذلك هم يتكلمون عن تمنياتهم ولا يقولون الواقع ولا يقولون كلاما منطقيا.

وعن قرار الجنائية الدولية المتعلق بنتنياهو أكد واكيم عدم ثقته بالمحكمة قائلا: "أنا أطلعت على القرار وحيثيات القرار، كيف تكون هذه المساواة بين القاتل والضحية، بين المجرم والمحتل من جهة وبين المقاوم من جهة أخرى."

واعتبر بأن الجنائية الدولية وغيرها لم يكن من الممكن لهم أمام الجرائم الواضحة التي ارتكبتها إسرائيل، وتحرك الرأي العام العالمي، أن يغمضوا أعينهم عما يتم ارتكابه، مشيرا إلى أن الضغوط الأمريكية والإسرائيلية هي التي دفعت أن يكون القرار غير مقبول، أي إدانة السنوار والضيف وهنية.

ولفت إلى أن أمريكا ليست راضية عن القرار حتى يموت كل الناس، فتاريخ أمريكا هو تاريخ الجرائم بحق الإنسانية، وهل هناك مكان في العالم يوجد فيه استعمار، يوجد فيه قهر للشعوب يوجد فيه حروب إلا وكانت أمريكا طرف فيها ومحرك لها، فتاريخ أميركا هو تاريخ الإجرام، فالأمر الطبيعي أن يكون موقف أمريكا هكذا.

نجاح واكيم: الحرب في غزة طويلة

وردا على سؤال حول ما إذا كنا ذاهبون بمسار حل أو ذاهبون للتصعيد، أجاب واكيم: "الحقيقة عدونا الإسرائيلي الأمريكي واقع في ورطة، المقاومة حققت انتصار، وهذا الانتصار ليس انتصارا في معركة صغيرة هذا الانتصار عطل أحد أهم وظائف إسرائيل، دور إسرائيل كركيزة للنظام الأمريكي للشرق الأوسط والذي أحد عناوينه هو موضوع خط الهند الخليج السعودية إسرائيل، هذه الركيزة التي سيقوم عليها النظام الإقليمي للشرق الأوسط بالمفهوم الأمريكي عُطلت، أمريكا تحاول بأي طريقة البحث عن انتصار لإسرائيل، ميدانياً في غزة فاتهم القطار وغير قادرين، فالمقاومة لا تقاتل في رفح فقط الأن، تقاتل أيضاً في جباليا وفي غزة وفي مناطق الشمال، فالمقاومة لا تزال متماسكة وقادرة وتقاتل."

وأضاف: "المعركة مستمرة، لأن هناك مشكلة فأمريكا وإسرائيل متفقتين أنه يجب القضاء على حماس، يجب تهجير أهل غزة، أمريكا تقول إنها ضد التهجير القسري لكن هل هناك تهجير في العالم ليس قسرياً، وكان هناك نية مقررة ضد غزة قبل طوفان الأقصى، وأن تجتاح إسرائيل غزة وتهجر الفلسطينيين، فجاء طوفان الأقصى كضربة استباقية، ولكن الأمريكان مع تهجير أهل غزة كجزء من رؤيتهم للشرق الأوسط، ففي خارطة الشرق الأوسط الأمريكي لا يوجد شيء اسمه فلسطين، والذين يتحدثون عن حل الدولتين كاذبين، وأضيف لمن يهمه الأمر أيضاً في هذه الخارطة الأمريكية للشرق الأوسط لا يوجد شيء اسمه لبنان."

ولفت إلى وجود خارطة ثانية لا يوجد فيها لا فلسطين ولا لبنان، في حال انتصرت أو استطاعت أمريكا وإسرائيل أن يخرجوا مما هم فيه الأن، وبالنسبة للبنان سيكون هناك تفتيت وليس تقسيم.

وأشار إلى أن موضوع غزة وفلسطين طويل، لأن الأمريكي والإسرائيلي لديهم مشكلة فهم غير قادرين أن يحققوا انتصار وغير قادرين أن يحملوا انكسار أو هزيمة، وبالتالي هذه العقدة ليس لها حل.