تأثير التلوث المبكر على الصحة النفسية للمراهقين

منوعات

التعرض لتلوث الهواء قبل الولادة يسبب الاكتئاب والقلق والذهان في سن المراهقة

29 أيار 2024

توصلت دراسة جديدة قادتها جامعة بريستول والتي نُشرت في مجلة JAMA يوم أمس 28 أيار إلى أن تعرض الطفل لتلوث الهواء أثناء وجوده في رحم الأم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور بعض  مشاكل الصحة النفسية بمجرد وصول الطفل إلى مرحلة المراهقة، وقد ركزت الدراسة على التأثير طويل المدى على الصحة النفسية الناتج عن التعرض المبكر لتلوث الهواء والضوضاء.

كيف يؤثر تلوث الهواء على الصحة النفسية ؟ 

تشير الأدلة المتزايدة إلى أن تلوث الهواء ، الناتج عن الغازات السامة والملوثات الصغيرة، قد يساهم في ظهور مشاكل الصحة النفسية بشكل عام، حيث يُعتقد أن التلوث يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة النفسية عبر عدة مسارات، بما في ذلك عن طريق تعريض حاجز الدم في الدماغ للخطر، وتعزيز الالتهاب العصبي والإجهاد التأكسدي، ودخول الملوثات مباشرة إلى الدماغ وإتلاف الأنسجة.

وعلى الرغم من كون الشباب فترة رئيسية لظهور هذه المشكلات، إلا أن عدداً قليلاً نسبياً من الدراسات قد بحثت حتى الآن في موضوع الارتباط بين التعرض للهواء والضوضاء خلال الحياة المبكرة وبين اضطرابات الصحة النفسية.

المشكلات النفسية الناتجة عن التعرض للتلوث لفترة طويلة

وفي هذه الدراسة الجديدة، سعى الباحثون إلى فحص التأثير طويل المدى للتعرض لتلوث الهواء والضوضاء أثناء الحمل والطفولة المبكرة والمراهقة على ثلاث مشكلات شائعة من مشاكل الصحة النفسية، وهي التجارب الذهانية "بما في ذلك الهلوسة، مثل سماع أو رؤية أشياء لا يستطيع الآخرون رؤيتها"، والأوهام "مثل الأفكار المخيفة للغاية"، والاكتئاب والقلق.

دراسة تأثير التلوث المبكر على الصحة النفسية للمراهقين 

وللتحقيق في هذا الارتباط، استخدم الفريق بيانات من أكثر من 9000 مشارك من دراسة مجموعة المواليد في بريستول لأطفال التسعينات، والمعروفة أيضاً باسم دراسة آفون الطولية للآباء والأطفال، والتي شملت أكثر من 14000 امرأة حامل من منطقة بريستول بين عامي 1991 و 1992، وتابعت الدراسة حياة النساء والأطفال وشركائهم منذ ذلك الحين.

ومن خلال ربط بيانات المشاركين في مرحلة الطفولة المبكرة بتقارير الصحة النفسية الخاصة بهم في سن 13 و 18 و 24 عاماً، تمكن الباحثون من استخدام ذلك لرسم خريطة لتلوث الهواء الخارجي والضوضاء في نقاط زمنية مختلفة.

التلوث المبكر يسبب الاكتئاب والذهان عند المراهقين

ووجد الباحثون أن الزيادات الصغيرة نسبياً في كمية الجسيمات الدقيقة أثناء الحمل والطفولة ارتبطت بمزيد من التجارب الذهانية وأعراض الاكتئاب بعد سنوات عديدة في سنوات المراهقة وأوائل مرحلة البلوغ، واستمرت هذه الارتباطات حتى بعد عزل العديد من عوامل الخطر ذات الصلة، مثل التاريخ النفسي للعائلة، والحالة الاجتماعية والاقتصادية، وعوامل أخرى على مستوى المنطقة مثل الكثافة السكانية، والحرمان، والمساحات الخضراء، والتجزئة الاجتماعية.

ووجد الفريق أن كل 0.72 ميكروغرام لكل متر مكعب زيادة في الجسيمات الدقيقة PM2.5 أثناء الحمل والطفولة ارتبطت بزيادة احتمالات الإصابة بالذهان بنسبة 11% وزيادة احتمالات التعرض للتجارب الذهانية بنسبة 9%، بينما ارتبط التعرض للتلوث أثناء الحمل بزيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب بنسبة 10%، وفي المقابل، ارتبط التعرض العالي للضوضاء في سنوات الطفولة والمراهقة بمزيد من أعراض القلق والتوتر.

مجلة JAMA