حل لغز الثقب العملاق في القطب الجنوبي

منوعات

علماء يكتشفون سبب الظهور المتكرر لثقب كبير في جليد القارة القطبية الجنوبية

4 أيار 2024

اكتشف الباحثون ثقب كبير في الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية  لأول مرة في عامي 1974 و 1976وذلك في بحر ويديل في القارة القطبية الجنوبية وأطلقوا عليه اسم Maud Rise polynya، 976 .

لغز ثقب القطب الجنوبي

وشكل هذا الثقب لغز حير العلماء حيث يختفي ويظهر بشكل عابر ومتقطع و بأحجام مختلفة في نفس المكان، وأحياناً لا يظهر على الإطلاق لسنوات .

 لكن العلماء تمكنوا من حل اللغز الذي حيرهم لمدة 50 عاماً بعدما ظهر ثقب ضخم  تبلغ مساحته 80 ألف كيلومتر مربع لعدة أسابيع خلال فصلي الشتاء في عامي 2016 و 2017 ونشر العلماء النتائج التي توصلوا إليها في مجلة Science Advances.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة أديتيا نارايانان، باحث ما بعد الدكتوراه في جامعة ساوثهامبتون في إنكلترا، في بيان: "كان عام 2017 هو المرة الأولى التي نشهد فيها مثل هذه الفتحة الكبيرة وطويلة العمر في بحر ويديل منذ السبعينيات".

تشكل الجليد البحري والثقوب في القطب الجنوبي

عندما يتحول الصيف إلى الشتاء في القارة القطبية الجنوبية، يتوسع الجليد البحري من حده الأدنى البالغ حوالي 3 ملايين كيلومتر مربع إلى 7 18 مليون كيلومتر مربع، ويغطي 4٪ من سطح الأرض بشكل غير منتظم، وينمو معظم هذا الجليد البحري خلال الليل القطبي الذي يستمر لأسابيع على الجرف الجليدي العائم الذي يلتف حول القارة، وتتشكل الثقوب الموجودة في هذا الجليد، والتي تسمى بولينياس، عندما تقوم الرياح القوية القادمة من الداخل بدفع الجليد بعيداً.

تعمل هذه الرياح الباردة أيضاً على تجميد المزيد من مياه البحر داخل الثقب، مما يضيف قطعاً إضافية إلى طبقة الجليد.

حل لغز تشكل الثقب الكبير في القارة القطبية الجنوبية

ولكن في المحيط المفتوح وبعيداً عن هذه الرياح الساحلية، حيث يتشكل هذا الثقب، وتقل احتمالية ظهور ثقوب في الجليد البحري  هناك، وهذا هو سبب تساؤل العلماء عن ظهور الثقب في هذه المنطقة غير المحتملة.

وللتحقق من السبب، قام العلماء بدراسة البيانات الواردة من الأقمار الصناعية، والعوامات المستقلة، والثدييات البحرية التي تحمل علامات التتبع، بالإضافة إلى الملاحظات السابقة التي أجراها باحثون آخرون، ووجدوا أنه في عامي 2016 و 2017، كان تيار المحيط الدائري في بحر ويديل، والذي يسمى دوامة ويديل، أقوى مما كان عليه في السنوات الأخرى، مما يسهل على التيارات تحت الماء جلب الملح والحرارة بالقرب من السطح، وبسبب التيار القوي، حام الملح حول هذا الجبل البحري بينما هبت الرياح على السطح، مما خلق تأثيراً لولبياً أدى إلى سحب المياه المالحة حول الجبل المغمور إلى السطح، ثم خفض هذا الملح نقطة تجمد المياه السطحية، مما مكن الثقب العملاق من التشكل والمحافظة على شكله لهذه المدة الطويلة .

مجلة Science Advances