مخطئة أنت يا بلادي

منوعات

مخطئة أنت يا بلادي

7 تشرين الأول 2020 10:14

كيف ترحل شاعرة

دوّنت كل قصائدها
على الجدار

كيف ترحل امرأة

أخبرت جميع أسرارها
لزيتونة تغمز شباكها
كل يوم ب" صباح الخير"

كيف تجمع سيدة
رائحة الحبق في حقيبة
كيف ترحل تلك التي
لها في كل يوم
موعد مع الحقل
امرأة تسرَّب التراب من شقوق كعبيها
ومشى في عروقها
حتى صارت أخت الأرض
من " لحمها ودمها" ،

كيف ترحل طفلة رسمت" الإيكس" على كل الطرقات
ثم قفزت كثيراً حتى طرق رأسها
سقف السماء

كيف ترحل جدة
تموّن الحكايات
و تطلّع قصص الجن والغول
مفاتيح خَيال
من "عبّها "

تريدون أن تطردونا، من صخور الطفولة، من سماء أول طائرة ورقية، من كل الجدران التي خرطشنا عليها اول قصة حب ، من كل الكتب التي جففنا فيها الورد، من كل اللوز الذي سرقناه، من كل الرفاق، من ثلاث حروب أو أكثر نجونا منها، من كل الوسائد التي بكينا فوقها، من قهوة أمّي و فناجيها العربية بورود حمر وأغصان زرقاء، من ذكرياتنا، من تاريخنا، من قصصنا

مخطئة أنتِ يا بلادي، نحن كالقطط، سيحاولون إبعادنا الف مرّة، سيوهموننا بنزهة، ويبعدونا ويضلّلون الطرق، سيحاولون أن نضيع، أن ننسى، لكنّ ما لا يعرفونه أن في كلّ روحٍ فينا، ألف خارطة لتلك الطريق، الطريق التي توصل إليكِ، يا بلادي، ونعود.