حذرت دراسة جديدة من أن الآباء الجدد الذين يحضرون زجاجة (رضعة) لطفلهم الرضيع يجب أن يعلموا أن الرضيع قد يبتلع جزيئات بلاستيكية دقيقة غير مرغوب فيها إلى جانب التركيبة المغذية أو الحليب الذي يضعونه فيها.
واكتشف الباحثون خلال الاختبارات المعملية إطلاق مستويات عالية من جزيئات البلاستيك الدقيقة من زجاجات الأطفال أثناء تحضير التركيبة الغذائية أو طعام الأطفال الساخن فيها، الأمر الذي قد يكون ضارا للأطفال الرضع.
وقدر الباحثون في دراستهم التي نشرت في عدد 19 أكتوبر من مجلة Nature العلمية المرموقة، أن الأطفال يتعرضون على الأرجح لجرعة يومية في المتوسط تبلغ حوالي 1.6 مليون جزيء من البلاستيك الدقيق من خلال تركيبة حليب الأطفال التي يشربونها من الزجاجات البلاستيكية الساخنة. ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الجسيمات تمثل خطرا صحيا فوريا أو طويل الأجل على الأطفال في مرحلة النمو.
زجاجات رضاعة الأطفال البلاستيكية
كما وقال الباحث المشارك في تأليف الدراسة، ليوين شياو، الأستاذ المساعد في الهندسة المدنية والإنشائية والبيئية في كلية ترينيتي في دبلن في أيرلندا: "إن تأثير هذه اللدائن الدقيقة على صحة الأطفال ما زالت غير معروفة، فلا توجد لدينا بيانات متاحة بهذا الشأن حتى الآن".
وبحسب الدراسة، فإن جزيئات البلاستيك الدقيقة هذه تنحل عن الزجاج البلاستيكية في المقام الأول عند تسخينها، لكن الأمر الخطير هو أن مستوياتها تزداد في الجسم لأن الأطفال يستهلكونها بانتظام، والأمر ليس مقتصرا على الأطفال. حيث أننا حتى نحن البالغين نستهلك كميات كبيرة من الجزيئات البلاستيكية والنانوية، إما عبر السلسلة الغذائية أو من خلال الانحلال الحراري لتلك الجزيئات من الزجاجات البلاستيكية التي تعبئ فيها المشروبات أو مغلفات الأطعمة المختلفة.
والجدير بالذكر أن حجم الجزيئات البلاستيكية هذه يبلغ 5 ملم أو أصغر، ولا يزيد حجمها عن حبة السمسم. كما أن جزيئات البلاستيك النانوية أصغر حجماً، حيث يبلغ قطرها 1 ميكرون، في حين يبلغ قطر شعرة الإنسان حوالي 50 ميكرون.
وفي وقت سابق من هذا العام، وجدت دراسة أن جزيئات بلاستيكية مجهرية موجودة في جميع أعضاء الترشيح الرئيسية لجسم الإنسان. حيث أن تلوث البلاستيك الموجودة في عينات الأنسجة المأخوذة من الرئتين والكبد والطحال والكلى من جثث بشرية متبرع بها أعطى مؤشرات صحية خطيرة للغاية، وذلك وفقاً للنتائج التي تم تقديمها في الاجتماع السنوي للجمعية الكيميائية الأمريكية.
طفل رضيع
خلال هذه الدراسة، قام الباحثين بدراسة وتحليل عينات مأخوذة من 10 زجاجات أطفال تمثل ما يقرب من 7 من كل 10 زجاجات مستخدمة حول العالم لإطعام الأطفال، ووجدوا أن الحرارة مرتبطة ارتباطا وثيقا بإطلاق الجزيئات البلاستيكية منها.
بالإضافة إلى ذلك، أفاد باحثون أن الزجاجات المصنوعة من مادة البولي بروبيلين تطلق ما يصل إلى 16.2 مليون جزيء من البلاستيك الدقيق لكل لتر من السائل عند تعقيمها ثم تعريضها لمياه دافئة بدرجة حرارة 158 درجة فهرنهايت. كما وتسبب الماء الأكثر دفئا عند جرحة حرارة 203 فهرنهايت في إطلاق قدر أكبر من جزيئات البلاستيك الدقيق، بما يصل إلى 55 مليون جزيء لكل لتر.
وقال فيليب شابل، الباحث في جامعة فيينا الطبية الذي كتب افتتاحية الدراسة الجديدة: "يبدو أن عدد جزيئات البلاستيك الدقيقة المكتشفة مرتفع للغاية. ومع ذلك، فإننا لا نعرف حتى الآن تأثير تناول هذه المستويات من البلاستيك الدقيق على الرضع أو على صحة الإنسان بشكل عام".
وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين قد خلصوا إلى أنه كلما زادت سخونة السائل داخل زجاجة الأطفال، يتم إطلاق المزيد من المواد البلاستيكية الدقيقة.
كما وأضاف الباحث المشارك في الدراسة جون بولاند، أستاذ الكيمياء في ترينيتي كوليدج دبلن: "إن آخر شيء نريده هو إخطار الوالدين بشكل غير ملائم، خاصة عندما لا تتوفر لدينا معلومات كافية عن العواقب المحتملة لتناول هذه الجسيمات البلاستيكية الدقيقة على صحة الأطفال. ومع ذلك، فإننا ندعو صانعي السياسات إلى إعادة تقييم المبادئ التوجيهية الحالية لإعداد الصيغة البلاستيكية عند صناعة وإنتاج زجاجات تغذية الرضع البلاستيكية لتقليل أي مخاطر ممكنة لتناول تلك البلاستيكيات من قبل الأطفال الرضع".
النهضة نيوز