أثارت عملية شراء قطر لما يصل إلى عشر بورصة اسطنبول احتجاجاً كبيراً من المعارضة التركية، التي كشفت أن الرئيس رجب طيب أردوغان يبيع الأصول الثمينة للبلاد لإنقاذ الاقتصاد التركي المتعثر لصالح الدوحة.
ويم الانتهاء من بيع بورصة اسطنبول إلى هيئة الاستثمار القطرية مقابل رسوم لم يكشف عنها عندما التقى أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني بأردوغان في أنقرة الأسبوع الماضي.
وشملت الصفقات الأخرى الموقعة إنشاء مركز تسوق راقي في اسطنبول، وميناء في مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، ومشروع تطوير على ممر القرن الذهبي المائي الواقع في إسطنبول.
وقال زعيم المعارضة التركية، كمال كيليجدار أوغلو، مخاطباً أردوغان في مقابلة تلفزيونية في نهاية الأسبوع: "لا نعرف مقدار ما بعت من أجله 10 % من أسهم بورصة اسطنبول. من أين يأتي حبك لقطر؟ فكل شيء قد أصبح يباع. وإذا قالوا غدا أنهم قد باعوا نصف القصر الرئاسي للقطريين، لا يجب أن يتفاجأ أحد".
وتجدر الإشارة إلى أن هذا الارتفاع الأخير في الاستثمار القطري يتبع نمطاً من العلاقات المتنامية بين أنقرة والدوحة، والتي تسارعت على مدار العامين الماضيين تزامنا مع تدهور الاقتصاد التركي.
ومنذ الاتفاق على تعزيز علاقتهما الاستراتيجية في عام 2014، استثمرت قطر في تركيا بكثافة لم يسبق لها مثل.
العلاقات القطرية التركية
وفي شهر مايو، ضاعفت الدوحة اتفاق مبادلة العملات مع أنقرة ثلاث مرات ليصل إلى 15 مليار دولار، مما ساعد على استعادة الاحتياطيات التي أحرقتها تركيا للدفاع عن قيمة الليرة التركية، التي فقدت ما يقرب من 40 % من قيمتها هذا العام.
وبحسب الأرقام التي قدمتها السفارة التركية في الدوحة لوكالة الأناضول للأنباء، فإن الاستثمارات القطرية في تركيا تبلغ 22 مليار دولار، ومع ذلك، فإن الطبيعة الغامضة لبيع الأوراق المالية من قبل صندوق الثروة التركي قد أثارت تساؤلات عديدة.
وبدوره قال كان سلجوقي، المدير العام في شركة اسطنبول الاقتصادية الاستشارية: " إن عملية البيع هذه إجراء مرحب به فهو يجذب البورصة الاستثمار الأجنبي، لكن المشكلة الحقيقية هي الافتقار إلى الشفافية. فإذا كانت هذه شركة خاصة، فلن يهتم أحد، ولكن هذه شركة عامة مملوكة للشعب التركي. لذلك، فإن هذه الصفقة تطرح الأسئلة التالية: ما المبلغ الذي تم استلامه مقابل ما نسبته 10% من البورصة التركية، وكيف تم تقييم ووضع الثمن، ومن الذي قام به؟" .
وبينما تضخ قطر الأموال في الاقتصاد التركي، فإن للبلدين مصالح متقاربة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما في ليبيا، كما أن تركيا لديها قاعدة عسكرية كبيرة في الإمارة، وكلتا الدولتين من المؤيدين للإخوان المسلمين وتعتنقان أيديولوجيتها الفكرية.
بالإضافة إلى ذلك، يقول محللون أن كلا من أردوغان والأمير القطري تربطهما علاقة شخصية وثيقة، فقبل عامين، أهدى الشيخ تميم إلى الرئيس التركي طائرة بوينج 747 تصل قيمتها إلى 500 مليون دولار، وهي هدية قال أردوغان أنها مقدمة للدولة التركية.
كما واشترى أمير قطر ووالدته قطعة أرض على طول مسار قناة اسطنبول المخطط لها، وهو مخطط دافع عنه أردوغان لتوفير بديل لطريق الشحن إلى مضيق البوسفور، في حين تم معارضة الاقتراح على نطاق واسع من قبل دعاة حماية البيئة وجماعات المجتمع المدني في تركيا.
وأضاف سلجوقي: "من الواضح أن العلاقة بين تركيا وقطر تتجاوز حدود العلاقات الطبيعية بين البلدين".
النهضة نيوز