قراءات في المشهد اللبناني ومؤشرات على عودة الاغتيالات في لبنان

أخبار لبنان

قراءات في المشهد اللبناني ومؤشرات على عودة الاغتيالات في لبنان

4 كانون الأول 2020 10:30

تشير المعطيات التي يعيشها لبنان حاليا والتي تستند إلى معلومات من أجهزة أمنية غربية، وأخرى ناتجة عن تحليل المعلومات على الأرض، إلى أن حركة تهريب مجموعات تتنقل عادة بين العراق وسوريا، بدأت تزداد باتجاه لبنان. وعلى الأثر بدأت القوى الأمنية تكثّف حواجزها في مناطق حساسة أمنياً. لكن بالرغم من هذا التحليل، فقد أكدت مصادر معنية أن لا معلومات جدية تؤكد هذه المعطيات، التي لا تزال في إطار التحليل.

وفي سرد لهذه الأحداث وتفنيدها ووصلت معلومات إلى صحيفة الأخبار اللبنانية أن حزب الله لا يزال في حالة استنفار عالية في المواقع والمناطق التي يمكن أن تشكل هدفاً محتملاً لعمل أمني إسرائيلي.

إلى ذلك، عقد مجلس الدفاع الأعلى أمس اجتماعاً غير مسبوق والذي أصدر قرارات تشبه القرارات الحكومية، وصولاً حتى إلى تكليف الأمين العام لمجلس الوزراء استكمال ملف إعداد مشروع قانون لتشركة مرفأ بيروت الذي رفعته اللجنة المؤقتة لإدارة مرفأ بيروت لعرضه على مجلس الوزراء فور جهوزه.

وأعرب قادة أمنيون خلال الاجتماع عن خشيتهم من وجود معطيات عن عمليات اغتيال يُحضّر لها في الداخل اللبناني. وكشف كل من المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم والمدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا عن وجود معلومات وتحليلات أمنية تشي بأنّ المرحلة المقبلة ستتخللها اغتيالات سياسية، متحدثين عن خطر يتهدّد شخصية سياسية محددة، لكن لم يُفصحا عن أي أسماء «منعاً لإثارة الهلع.

رئيس الجمهورية كان استهل الجلسة بالتأكيد أن الوضع الراهن في البلاد هو وضع استثنائي يتطلب متابعة استثنائية واتخاذ قرارات لمعالجة هذا الوضع الدقيق في البلاد. 

لكن مصادر معنية، وضعت هذه القرارات في إطار ردّ رئيس الجمهورية على تمسك الرئيس سعد الحريري بالتكليف من دون المبادرة إلى تذليل العقبات التي تحيط بالتأليف.

وأشارت المصادر إلى أن أغلب القرارات التي تخرج عن الإطار الأمني لن تكون قابلة للتنفيذ، خاصة أن رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب نفسه يرفض التوسع في تفسير تصريف الأعمال، مهما تأخر تشكيل الحكومة.

وبذلك، تكون كل الطرق المؤدية إلى تشكيل الحكومة قد أُقفلت، وبدأت السلطة تتصرف على هذا الأساس. فكل الإشارات السلبية المتعلقة بالوضع الاقتصادي والنقدي لم تؤد إلى تغيير في المواقف السياسية المرتبطة بتشكيل الحكومة.

لننتقل بعدها لمؤتمر باريس الذي بين المشاركون فيه أن السلطة اللبنانية متقاعسة في عملية تشكيل الحكومة، ولم يؤد إلى أي نتيجة. دعم المواد الأساسية الذي يشارف على التوقف، منذراً بكوارث اجتماعية كبيرة، لم يدفع إلى تليين المواقف. باختصار، القابعون في السلطة لا شيء يثنيهم عن إعطاء الأولوية لمصالحهم الضيقة، بصرف النظر عن العواقب الكارثية.

 مصادر مقربة من بيت الوسط أكدت أن الأيام المقبلة دقيقة جداً لناحية تشكيل الحكومة، مشيرة إلى أن الفرنسيين قد يتمكنون من إحداث خرق ما في المراوحة المستمرة، من دون أن يتضح أي توجّه في هذا الصدد.

في المقابل، فإن كل المؤشرات لا تزال تربط تشكيل الحكومة بانتقال السلطة في أميركا. ١٤ آذار تتعامل مع الملف على اعتبار حزب الله غير مستعجل التشكيل، وهو لا يمانع انتظار تسلم جو بايدن لمنصبه، وبالتالي جعل لبنان جزءاً من المفاوضات الأميركية الإيرانية.

وفي المقابل، فإن ثمة من يؤكد أن الحريري، ومن خلفه فرنسا، مقتنعان بأهمية انتظار بايدن، الذي ستكون إعادة تفعيل العلاقات مع أوروبا من أولوياته، وهو ما قد يسمح بإعطائه هامشاً للحركة.


المصدر: صحيفة الأخبار