أظهرت دراستان أن العيش في حي صاخب مع مساحات خضراء أقل يؤثر سلبا على نوم المراهقين، مما قد يؤدي إلى ضعف الذاكرة وانخفاض مهارات التفكير.
وفي دراسة عن البيئة السكنية، وجد الباحثون أنه مع زيادة مستويات الضوضاء بشكل مطرد، يزداد الوقت الذي يحتاجه المراهقون للنوم أيضاً، كما أنهم لم ينمون بشكل صحيح مثل الأطفال الذين يعيشون في أحياء أكثر هدوءا وخضرة.
وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة، الدكتورة ستيفاني ماين، الأستاذة المساعدة في قسم طب الأطفال في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا وكلية الطب بجامعة بنسلفانيا: "بالنسبة للمراهقين، فإن أضرار قلة النوم واسعة النطاق وتشمل ضعف الإدراك وتراجع مهارات التفكير والانخراط في السلوك المعادي للمجتمع وضعف الذاكرة".
العيش في حي صاخب يؤثر سلباً على نوم المراهقين
على هذا النحو، من الأهمية بمكان تحديد طرق للوقاية من المشكلة وعلاجها، وذلك بحسب ما قالته الدكتورة ماين في بيان صحفي صادر عن المعهد القومي للقلب والرئة والدم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضافت: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن ضوضاء الأحياء والمساحات الخضراء قد تكون أهدافا مهمة للتدخلات".
وخلال الدراسة، ارتدى 110 مراهقا ساعات تقيس راحتهم و نشاطهم لمدة 14 يوم، وكان كلهم من الصفين الثامن والتاسع، ثم حدد الباحثون عناوين منازلهم لتحديد مستويات الضوضاء والغطاء الشجري والسكن والكثافة السكانية.
بينما أظهرت الدراسة الثانية كيف أثرت قلة النوم المرتبط بقلة وقت النوم على موجات الدماغ لـ 77 طفلا تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عام.
وكانت جزءا من تحقيق معمل النوم بجامعة كاليفورنيا لتغيرات الدماغ في مرحلة المراهقة، حيث تم قياس التغييرات بواسطة مخطط كهربية الدماغ (EEG).
وبحسب الباحثين، فقد كان المراهقين ينامون مع أقطاب كهربائية متصلة بفروة رأسهم لالتقاط نشاط الدماغ خلال واحدة من ثلاث جداول نوم محددة لمدة أربع ليال متتالية، وكانت الجداول عبارة عن 7 و8.5 و10 ساعات من الوقت في السرير.
وقال مؤلف الدراسة الثانية، الدكتور إيان كامبل، مدير المشروع في مختبر النوم بجامعة كاليفورنيا: "لقد أدى تقييد النوم المعتدل إلى تغيرات قوية في موجات الدماغ، وهو ما قد يفسر كيف يضعف فقدان النوم الوظيفة الإدراكية للمراهقين، لكننا فوجئنا بحجم التأثير بالفعل".
بالإضافة إلى ذلك، وجد الباحثون أن تقليل وقت النوم من 10 إلى 7 ساعات لأربع ليالٍ متتالية قلل من مدة النوم في الليلة الرابعة بنسبة 23٪ ونشاط الدماغ طوال الليل والذاكرة والتفكير بنسبة 40٪.
تجدر الإشارة إلى أن 6 من بين كل 10 طلاب في المدارس الإعدادية في الولايات المتحدة الأمريكية، و7 من بين كل 10 طلاب في المرحلة الثانوية لا يحصلون على القدر الموصى به من النوم، وذلك وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
وهذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة في المستقبل، حيث أظهرت العديد من الدراسات وجود صلة بين قلة النوم وزيادة خطر الإصابة بالسمنة والسكري والاكتئاب والقلق وزيادة سلوكيات المخاطرة لدى المراهقين.
المصدر: شبكة نيوز ماكس