ما لا تعرفه عن السلالة الهندية من فيروس كورونا

علوم

ما لا تعرفه عن السلالة الهندية من فيروس كورونا

30 نيسان 2021 16:09

سجلت الهند أكبر ارتفاع في العالم في حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال الشهر الجاري، مع نفاد أسرة المستشفيات والأكسجين والأدوية في العاصمتين السياسية والمالية للبلاد نيودلهي ومومباي.

وما زال الباحثين يدرسون ويبحثون عما أدى إلى زيادة غير متوقعة، وخاصة ما إذا كانت إحدى السلالات الفيروسية الجديدة من فيروس كورونا التاجي المستجد، والتي تم اكتشافها مؤخرا في الهند، هي السبب وراء ذلك.

كما وتم الابلاغ عن هذه السلالة الفيروسية الجديدة، التي أطلق عليها اسم B.1.617، في حوالي 17 دولة حول العالم حتى الآن، مما أثار قلقاً عالمياً عارماً.

• ما هي السلالة الهندية من فيروس كورونا؟

قال عالم الفيروسات الهندي الكبير شهيد جميل أن السلالة الفيروسية الهندية B.1.617 تحتوي على طفرتين رئيسيتين في الجزء الخارجي من الفيروس الذي يرتبط بالخلايا البشرية، ولكنها ليست طفرات جديدة أيضاً، حيث تم اكتشافها بشكل منفصل في سلالات أخرى من قبل، ولكن تم العثور عليها لأول مرة في سلالة واحدة معا.

والجدير بالذكر أن إحدى الطفرات، المعروفة باسم E484Q، تشبه طفرة E484K في السلالات البريطانية والجنوب إفريقية، والتي تم الابلاغ عن قدرتها في تقليل فعالية الأجسام المناعية المضادة.

في حين تم العثور على الطفرة الأخرى، المعروفة باسم L425R ، في السلالة الفيروسية التي تم اكتشافها في كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية ، و التي يقال أنها تجعل السلالة الفيروسية أكثر قابلية للانتقال من خلال زيادة قوة الارتباط لبروتينات سبايك في الفيروس مع الخلايا البشرية .

وقالت منظمة الصحة العالمية أن السلالة الهندية قد تم تحديدها لأول مرة في الهند في شهر ديسمبر الماضي، على الرغم من وجود سلالة سابقة تم تحديدها في شهر أكتوبر 2020.

كما ووصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "سلالة مثيرة للاهتمام"، مما يشير إلى أنها قد تحتوي على طفرات تجعل الفيروس أكثر قابلية للانتقال، أو يسبب مرضا أكثر خطورة أو يتجنب مناعة اللقاح.

وتم تصنيف السلالات الأخرى ذات المخاطر المعروفة، مثل تلك التي تم اكتشافها لأول مرة في المملكة المتحدة والبرازيل وجنوب إفريقيا، على أنها "سلالات مثيرة للقلق"، أنها تمثل مستوى أعلى من التهديد مقارنة بالفيروس الأصلي.

• هل السلالات الفيروسية الجديدة هي الدافع وراء الزيادة في الحالات؟

تقول منظمة الصحة العالمية أن هناك حاجة ماسة لإجراء المزيد من الدراسة، وخلصت إلى أن الدراسات المخبرية ذات الحجم المحدود للعينات تشير إلى احتمال زيادة قابلية الانتقال في السلالات الفيروسية الجديدة.

والجدير بالذكر أن الأمر معقد للغاية لأن السلالة الفيروسية البريطانية من فيروس كورونا شديدة القابلية للانتقال، وكانت وراء ارتفاع عدد الإصابات في بعض أجزاء الهند.

وفي نيودلهي، تضاعفت حالات الإصابة بالطفرة البريطانية خلال النصف الثاني من شهر مارس، في حين أن السلالة الهندية تنتشر على نطاق واسع في ولاية ماهاراشترا، الولاية الأكثر تضررا في البلاد من جائحة فيروس كورونا التاجي المستجد.

كما وقال خبير الأمراض الأمريكي البارز كريس موراي، من جامعة واشنطن، أن الارتفاع والانتشار الهائل للجائحة الفيروسية في الهند في فترة زمنية قصيرة يشير إلى أن السلالة الفيروسية الهندية هي "سلالة مراوغة"، وتتغلب على أي مناعة سابقة للعدوى الطبيعية في هؤلاء السكان.

وحذر موراي من أن بيانات تسلسل الجينات الخاصة بفيروس كورونا في الهند قليلة، وأن العديد من الحالات مدفوعة أيضاً بالسلالات التي تم اكتشافها لأول مرة في المملكة المتحدة وجنوب إفريقيا.

• هل توقفها اللقاحات؟

إن الأمر الإيجابي الوحيد حتى الآن هو أن اللقاحات قد تكون وقائية، وقال كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، الدكتور أنتوني فاوتشي في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن الأدلة الأولية من الدراسات المعملية تشير إلى أن لقاح كوفاكسين، وهو لقاح مضاد لفيروس كورونا قد تم تطويره في الهند، ويبدو أنه قادر على تحييد هذه السلالة الفيروسية.

كما وقالت هيئة الصحة العامة في المملكة المتحدة أنها تعمل مع شركاء دوليين، لكن لا يوجد لديها حاليا دليل على أن السلالة الفيروسية الهندية والطفرتين التي ترتبطان بها تسبب مرضا أكثر خطورة أو يجعل اللقاحات المستخدمة حاليا أقل فعالية.