تبرز خطورة الروبوتات القاتلة في ساحة الحرب اليوم التي تستخدم أسلحة مستقلة بذاتها

منوعات

"الروبوتات القاتلة" ليست كما تصفها الأفلام والتهديدات التي تمثلها حقيقية وخطيرة

17 تشرين الأول 2022 10:18

لربما ظننت يوماً أن هوليوود بارعة في التنبؤ بالمستقبل. وقد يكون هوس هوليوود المستمر بالروبوتات القاتلة مصدر قلق كبير. وأحدث فيلم تحدث عن الروبوتات القاتلة هو فيلم "Dolly" الذي سيُعرض على منصة Apple TV. ويحكي الفيلم المقتبس من قصة قصيرة كتبتها إليزابيث بير في عام 2011 عن ملياردير قتله روبوت جنسي، ثم وكَّل الروبوت محامٍ للدفاع عن أفعاله القاتلة.

الروبوتات القاتلة الحقيقية

إن فيلم Dolly هو الأحدث في سلسلة طويلة من الأفلام التي تتناول الروبوتات القاتلة، مثل فيلم Kubrick's 2001: A Space Odyssey وسلسلة Terminator. لكن كل هذه الأفلام تقريباً لم تصب الحقيقة، فالروبوتات القاتلة لن تكون روبوتات واعية لها صفات البشر وذات نوايا شريرة. نعم، قد يفيد هذا في نجاح القصة وجني أرباح كبيرة، لكننا بعيدون عن هذه التقنيات بعدة عقود، إن لم تكن قروناً.

في الواقع، ما يثير المخاوف هو أن هذه الروبوتات قد لا تكون واعية أبداً. ويجدر بنا أن نقلق من تقنيات أبسط بكثير، تقنيات بدأت تظهر في ساحة المعركة اليوم في أماكن مثل أوكرانيا وناغورنو كاراباخ.

الوجه الجديد للحرب

قد ترسم لنا الأفلام التي عرضت طائرات مسيرة مسلحة وبسيطة، مثل Angel has Fallen (2019) وEye in the Sky (2015)، صورة أدق للمستقبل الحقيقي للروبوتات القاتلة.

ونحن نشهد في الأخبار مدى تغير الحرب الحديثة عبر العدد الكبير من الطائرات المسيرة والدبابات والسفن والغواصات المستقلة بذاتها. وهذه الروبوتات أعقد قليلاً من تلك التي يمكنك شراؤها من المتجر.

ونرى بصورة متنامية كيف تُسلم قرارات تحديد الأهداف وتتبعها وتدميرها إلى خوارزميات هذه الروبوتات. وهذا يوجه العالم نحو وضع خطير يحمل بين طياته مجموعة من المشاكل الأخلاقية والقانونية والتقنية. فهذه الأسلحة ومثيلاتها ستزيد من اضطراب وضعنا الجغرافي السياسي المضطرب، وهذا أحد المشاكل فقط. فنرى تركيا مثلاً تبرز كقوة رئيسية للطائرات المسيرة.

وتتجاوز هذه الأسلحة الخط الأحمر الأخلاقي، وتصل بنا إلى عالم فظيع ومرعب تقرر فيه الآلات غير الخاضعة للمساءلة من يعيش ومن يموت.

تعهدٌ بعدم تسليح الروبوتات

بدأ بعض المصنعين بالتراجع عن المضي في هذا الطريق، ففي الأسبوع الماضي، تعهدت ست شركات رائدة في مجال الروبوتات بأنها لن تستخدم الروبوتات كسلاح أبداً. ومن بين هذه الشركات شركة "بوسطن ديناميكس"، التي تصنّع روبوت "أطلس" الشبيه بالإنسان، والذي يستطيع التشقلب إلى الخلف بطريقة مبهرة، وروبوت "سبوت" الشبيه بالكلب، الذي يبدو وكأنه خرج مباشرة من مسلسل "بلاك ميرور".


وهذه ليست المرة الأولى التي تتحدث فيها شركات الروبوتات عن هذا المستقبل المقلق، فقبل خمس سنوات، وقّع إيلون ماسك وأكثر من 100 من مؤسسي شركات الذكاء الاصطناعي والروبوتات الأخرى على رسالة تدعو الأمم المتحدة إلى تنظيم استخدام الروبوتات القاتلة، حتى إن الرسالة أعادت البابا إلى المركز الثالث في جائزة نزع السلاح في العالم.

ومع ذلك، فإن حقيقة أن شركات الروبوتات الرائدة تتعهد بعدم تسليح الروبوتات التي تصنعها هي مجرد بادرة حسنة. إذ شهدنا بحق، على سبيل المثال، أطرافاً ثالثة تركب بنادق على نسخ من روبوت "سبوت". وقد أثبتت هذه الروبوتات المعدلة فعاليتها في العمل، إذ اغتيل أكبر عالم نووي إيراني على يد عملاء إسرائيليين باستخدام رشاش آلي مركب على روبوت في عام 2020.

العمل يداً بيد لحماية مستقبلنا

الطريقة الوحيدة التي تحمينا من هذا المستقبل المرعب هي أن تتخذ الدول إجراءات جماعية، مثلما فعلت مع الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية.

ومع أن هذه القوانين والتنظيمات لن تكون مثالية، مثلها كمثل سابقاتها، لكنها ستمنع شركات الأسلحة من بيع هذه الأسلحة علناً، وتحد بالتالي من انتشارها.

لذلك، فإن الأمر الأهم من تعهد شركات الروبوتات أن نرى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد قرر مؤخراً بالإجماع استكشاف الآثار المترتبة على حقوق الإنسان الناجمة عن التكنولوجيات الجديدة والناشئة، مثل الأسلحة المستقلة بذاتها.

ودعت عشرات الدول في وقت سابق الأمم المتحدة إلى تشريع قوانين بشأن الروبوتات القاتلة. كما دعا البرلمان الأوروبي والاتحاد الأفريقي والأمين العام للأمم المتحدة والحائزون على جائزة نوبل للسلام وقادة الكنائس والسياسيون وآلاف الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات إلى وضع هذه القوانين.

صحيفة ذا كونفرزيشن