الأشخاص ذوو السمات الشخصية المظلمة يفضلون هواتفهم الذكية على التفاعل الاجتماعي

ظاهرة تجاهل الناس بسبب الانشغال بالهاتف

على مدى العقد الماضي، تحولت الهواتف الذكية من مجرد أدوات اتصال إلى جوانب أساسية في حياتنا اليومية، فهي يبقوننا متصلين، مطلعين، ومستمتعين، ومع ذلك، فإن هذه الراحة لها جانب سلبي، فقد لفت العلماء الانتباه إلى سلوك ناشئ، حيث يركز الأفراد على هواتفهم بدلاً من رفاقهم أثناء التفاعلات الاجتماعية، وقد أثارت هذه الظاهرة المعروفة بالعامية باسم "تجاهل الهاتف"، اهتمام علماء النفس، مما دفعهم إلى التحقيق في أسبابها الأساسية.

العلاقة بين استخدام الهواتف والانقطاع عن الأنشطة الاجتماعية

وقد استكشفت الأبحاث السابقة جوانب مختلفة من استخدام الهواتف الذكية، بما في ذلك الإدمان وتأثيره على الصحة العقلية، ومع ذلك، فإن الفهم الشامل لسبب انخراط الأشخاص في تجاهل الهاتف، خاصة في البيئات الاجتماعية، لا يزال غير واضح، وتهدف الدراسة الحالية إلى سد هذه الفجوة من خلال فحص دور سمات شخصية محددة والخوف من الانقطاع عن الاتصال FOMO، وهو القلق الناتج عن الانقطاع عن الأنشطة الاجتماعية.

السمات المرتبطة بالثالوث المظلم وظاهرة تجاهل الهاتف

شملت الدراسة، التي أجريت في تركيا، 506 طلاب جامعيين، وكانت نسبة الإناث 70.7% أعلى من الذكور 29.3%، وتراوحت أعمار المشاركين بين 18 و 29 عاماً، ولجمع البيانات، استخدم الباحثون الاستطلاعات عبر الإنترنت الموزعة عبر القنوات الجامعية.

تضمنت الدراسات الاستقصائية مقاييس مختلفة مصممة لقياس ثلاثة مكونات رئيسية: درجة سلوك تجاهل الهاتف، ووجود FOMO، والسمات المرتبطة بـ "الثالوث المظلم"، وهو مصطلح في علم النفس يشير إلى ثلاث سمات شخصية متميزة ولكن مرتبطة ببعضها البعض: النرجسية، المكيافيلية، والاعتلال النفسي.

الأشخاص ذوو سمات الثالوث المظلم أكثر عرضة للانشغال بهواتفهم

تتعلق النرجسية بالتركيز على الذات والحاجة إلى الإعجاب، أما الميكيافيلية فتتضمن التلاعب والتركيز على المصلحة الذاتية، أما الاعتلال النفسي فيتسم بالاندفاع وقلة التعاطف، وزودت المقاييس المشاركين ببيانات يمكنهم من خلالها التعبير عن مستوى موافقتهم أو عدم موافقتهم، ووجد الباحثون علاقة إيجابية مباشرة بين سمات شخصية الثالوث المظلم وسلوك تجاهل الهاتف، وببساطة، الأفراد الذين أظهروا مستويات أعلى من النرجسية، أو المكيافيلية، أو الاعتلال النفسي كانوا أكثر عرضة لإظهار تجاهل الهاتف.

كما حدد العلماء أيضاً الدور المهم الذي يلعبه FOMO، فأولئك الذين سجلوا درجات أعلى في مقياس FOMO كانوا أكثر عرضة لإعطاء الأولوية لهواتفهم الذكية في البيئات الاجتماعية، وكانت هذه النتيجة واضحة بشكل خاص بين الأفراد الذين لديهم سمات الثالوث المظلم، مما يشير إلى أن مستويات FOMO لديهم قد تدفعهم إلى التركيز على تفاعلاتهم عبر الإنترنت أكثر من التركيز على الأشخاص الموجودين معهم جسدياً.