ما سر مقاومة الأورام الدماغية النقيلية الناشئة عن سرطان الثدي للعلاج

مالسبب وراء فشل الخلايا المناعية عند اقترابها من أورام الدماغ النقيلية مالسبب وراء فشل الخلايا المناعية عند اقترابها من أورام الدماغ النقيلية

في دراسة حديثة اكتشف باحثون في سويسرا مؤخرا السبب وراء ارتباط أورام الدماغ النقيلية بنتائج سريرية سيئة، إن أورام الدماغ النقيلية تشكل ما يصل إلى 20% من الحالات التي تنشأ عن سرطان الثدي الأولي، بينما يمكن علاج سرطان الثدي في مراحله المبكرة، فإن الأورام النقيلية ترتبط بمعدلات بقاء منخفضة للغاية. وغالبا ما تفشل النقائل الدماغية في الاستجابة للعلاجات القياسية، حتى لو كانت تلك العلاجات فعالة في الورم الأساسي الذي نشأت منه.

في مختبر بجامعة لوزان كشف فريق من الباحثين عن بعض الآليات الداخلية للنقائل الدماغية وكيف تقاوم العلاج حيث أظهر الفريق في دراسته بقيادة عالمة بيولوجيا السرطان جوهانا جويس التي نشرت في مجلة Cell Reports أن البيئة الميكروية الفريدة للورم الدماغي النقيلي (TME) تقمع الاستجابة للعلاج عن طريق منع الخلايا التائية القاتلة من أداء وظيفتها.

البيئة الميكروية للورم: العامل الحاسم

قالت جويس: بالنسبة للورم إن الأمر لا يتعلق بالوراثة بل بالبيئة الميكروية، فبيئة الدماغ الميكروية تكون مثبطة للمناعة بشكل أعمق مقارنة بالأورام خارج الجمجمة.

وقد ركز فريق جويس على دراسة سرطان الدماغ والبيئة الميكروية للورم (TME)، والتي تعرف بأنها باردة مناعيا حيث بدأت الدراسة بعد ملاحظة رئيسية حول أنواع الخلايا المناعية الموجودة في عينات المرضى، ففي كل من أورام الدماغ الأولية والنقائل الدماغية، وجد الفريق أن غالبية الخلايا المناعية كانت من البلاعم المرتبطة بالورم، وفي بعض أنواع النقائل الدماغية (خاصة تلك التي منشأها من الثدي)، كانت هناك أيضا خلايا عدلة متسللة، وللكشف عن تعقيدات البيئة الميكروية للورم النقيلي من الثدي إلى الدماغ، استخدم الفريق نموذجا حيوانيا حيث قاموا بإنشاء نقائل دماغية باستخدام خط خلايا سرطان ثدي أولي.

الخلايا التائية موجودة لكن غير فعالة

حيث فحص الباحثون أولا عدد الخلايا التائية في الأورام، فوجدوا أعدادا مماثلة لتلك الموجودة في العينات البشرية وعندما استنزفوا الخلايا التائية في الفئران لم يلاحظوا أي تأثير على التحكم في الورم، وكان ذلك غريبا لأن الخلايا التائية القاتلة كانت قادرة على التسلل إلى الأورام لكنها لم تكن تفعل شيئا لوقف نموها.

ثم أراد الفريق اختبار استجابة هذه النقائل للعلاج المشترك بالإشعاع والعلاج المناعي (ضد بروتين الموت المبرمج PD-1) والذي أظهر نتائج علاجية متفوقة في علاج الأورام خارج الجمجمة، بينما كان هناك استجابة عابرة للإشعاع وحده عادت الأورام بسرعة ولم يكن هناك تأثير تآزري عند الجمع بين العلاجين.

دور البيئة الميكروية في مقاومة العلاج

افترض الفريق أن مقاومة العلاج تعود إلى البيئة الميكروية للدماغ لذا قاموا بإنشاء أورام في أنسجة الثدي لدى الفئران باستخدام خلايا من نفس النقائل الدماغية وعرضوها لنفس العلاجات.

حيث أظهرت الفئران ذات أورام الثدي تحسنا كبيرا في الاستجابة للعلاج وزيادة في العوامل المحفزة للالتهاب مثل السيتوكينات، على عكس الفئران ذات الأورام الدماغية، وقد أكدت جويس أن هناك شيئا فريدا في البيئة الميكروية للدماغ يتسبب في مقاومة العلاج.

الخلايا المثبطة للمناعة البلاعم والعدلات

ولتحليل هذه الاختلافات أجرى الفريق تسلسل الحمض النووي الريبي أحادي الخلية للخلايا المناعية في الأورام، فوجدوا أن البلاعم المرتبطة بالورم في الأورام الدماغية كانت لها بصمة مثبطة للمناعة بما في ذلك زيادة إفراز السيتوكينات المضادة للالتهاب والمواد الأيضية التي تتداخل مع وظيفة الخلايا التائية كما لوحظت نفس البصمة المثبطة للمناعة في الخلايا العدلة، ولقياس تأثير هذه الخلايا على وظيفة الخلايا التائية قام الفريق بزرع الخلايا التائية النشطة مع خلايا عدلة معزولة من النقائل الدماغية أو من النخاع العظمي، حيث أكدت جويس أن المثير للاهتمام أن الخلايا العدلة المعزولة من النقائل الدماغية وليس تلك المعزولة من الدورة الدموية، كانت قادرة على كبت تكاثر الخلايا التائية، هذا يخبرنا أن هناك شيئا مختلفا في تعليم هذه الخلايا العدلة بمجرد وصولها إلى النقائل الدماغية.

وهنا تأتي أهمية هذه الدراسة في كشفت البصمة المثبطة للمناعة التي حددها الفريق وتحديد الأهداف الرئيسية التي يمكن استغلالها لتطوير علاجات جديدة للنقائل الدماغية من الثدي، فهذا النوع من الأبحاث التطبيقية ضروري لتصميم علاجات أكثر فعالية.