هل وجدت نفسك يوما في جدال لأنك تتذكر حدثا بشكل مختلف عن الآخرين؟ جميعنا مررنا بلحظات كنا فيها واثقين من أن ذاكرتنا هي الصحيحة، لكن الذكريات الزائفة شائعة بشكل مدهش سواء في تذكر لحظات الطفولة أو نسيان ما إذا كنت قد أغلقت الباب أم لا.
اتساع الحدقة يكشف دقة الذاكرة
ففي دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة بودابست للتكنولوجيا والاقتصاد تم اختبار نظرية ظهرت لأول مرة قبل أكثر من 50 عاما، ففي سبعينيات القرن الماضي، اكتشف العلماء أن حدقة العين تتسع عندما يتعرف الشخص على شيء رآه من قبل، وهي ظاهرة تعرف باسم "تأثير الحدقة القديم/الجديد".
لكن الفريق البحثي أراد معرفة ما إذا كان اتساع الحدقة يمكن أن يعكس أيضا مدى وضوح ودقة الذاكرة، حيث شارك في الدراسة 28 متطوعا من المجر، وطلب منهم حفظ 80 كلمة غير شائعة مكونة من مقطعين أو ثلاثة معروضة داخل دائرة على شاشة الكمبيوتر، ولاحقا عرض عليهم خليط من الكلمات القديمة والجديدة، وطلب منهم تذكر مكان ظهور كل كلمة في الدائرة، ومن خلال التجربة تم تتبع تغير حجم حدقة العين لكل مشارك.
اتساع الحدقة يرتبط بالذاكرة الدقيقة
فوجد الباحثون أن الحدقة تتسع عندما يتعرف الشخص على كلمة قديمة وتتسع أكثر إذا تذكر الشخص موقع الكلمة بدقة، فهذا يشير إلى أن العين تعكس طبقتين من الذاكرة:
1. الشعور العام بالألفة (التعرف على الكلمة).
2. الدقة في تذكر التفاصيل (مكان ظهورها).
ووفقا للباحث آدم ألباي تم تفسير اتساع الحدقة بأن الذاكرة الواضحة تلفت انتباهنا، مما ينشط منطقة في الدماغ تسمى "النظام الموضعي الأزرق-النورأدرينالي" والذي يؤدي بدوره إلى اتساع الحدقة
تطبيقات محتملة لنتائج تغير الحدقة
ومن خلال النتائج قد يكون لهذا الاكتشاف تطبيقات مهمة في الطب والقضاء فيمكن أن تساعد في التقييم السريري لاضطرابات الذاكرة مثل الزهايمر، أو في تحديد مدى دقة الشهادة القانونية عند شهادة الشهود.
وقد أظهرت دراسات سابقة أننا نستطيع تدريب أدمغتنا على نسيان الذكريات المؤلمة بتغيير سياقها على سبيل المثال إذا ارتبطت أغنية بذكرى سيئة يمكن أن نستمع إليها في مكان جديد نحبه فترتبط به.
وفي الختام إن العين هي نافذة على الذاكرة ويمكن أن تكون أداة قوية لفهم كيفية عمل الدماغ البشري.