تناول مسكنات الألم مع أدوية الضغط يهدد صحة الكلى

خطر صامت يهدد كليتيك.. اكتشف التفاعل القاتل بين أدوية الضغط والمسكنات خطر صامت يهدد كليتيك.. اكتشف التفاعل القاتل بين أدوية الضغط والمسكنات

كشفت دراسة حديثة من جامعة واترلو عن خطر غير متوقع عند تناول أدوية ضغط الدم المرتفع مع مسكنات الألم الشائعة مثل الإيبوبروفين، هذا المزيج قد يؤدي إلى أضرار جسيمة في الكلى، خاصة مع الاستخدام المتكرر أو لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر.

الأدوية التي تؤثر على صحة الكلى

يعتمد ملايين المرضى حول العالم على نوعين أساسيين من أدوية الضغط:

1. مدرات البول التي تساعد الجسم على التخلص من السوائل الزائدة عبر زيادة إدرار البول

2. أدوية نظام الرينين-أنجيوتنسين (RSA) والتي تعمل على استرخاء الأوعية الدموية وتحسين تدفق الدم

وعندما يضاف الإيبوبروفين (المعروف تجاريا باسم نوروفين أو أدفيل) إلى هذه التركيبة الدوائية، تظهر مشكلة خطيرة قد تصل إلى الفشل الكلوي الحاد وخاصة لدى كبار السن والمرضى الذين يعانون من الجفاف والمصابين بأمراض كلوية خفيفة.

كل دواء من هذه الأدوية تؤثر على الكلى بطريقة مختلفة، فمدرات البول تسبب فقدانا كبيرا للسوائل والمعادن الأساسية، وأدوية RSA تغير آلية تنظيم ضغط الدم داخل الكلى نفسها، أما الإيبوبروفين فيقلل من تدفق الدم إلى الكلى ويؤثر على وظيفتها

فعند الجمع بين هذه الآليات الثلاث يحدث ما يسمى بتأثير "الضربة الثلاثية"، الذي يزيد العبء على الكلى ويقلل من قدرتها على الترشيح وقد يؤدي إلى تلف دائم في بعض الحالات.

الفئات الأكثر عرضة لمخاطر هذا التفاعل الدوائي

كما حدد الباحثون عدة فئات معرضة بشكل خاص لهذا الخطر هم :

1. كبار السن حيث تقل كفاءة الكلى مع التقدم في العمر

2. المصابون بالجفاف سواء بسبب قلة شرب الماء أو فقدان السوائل (في الطقس الحار أو مع الإسهال والقيء)

3. مرضى الضغط المزمن الذين يتناولون الأدوية لفترات طويلة

4. من يعانون من مشاكل كلوية خفيفة حتى لو لم يتم تشخيصها بعد

خطوات عملية لحماية كليتيك عند تتناول أدوية الضغط

ويقدم الباحثون عدة توصيات مهمة كاستبدال الإيبوبروفين بالباراسيتامول (البنادول) كخيار أول للمسكنات، وشرب كميات كافية من الماء خاصة في الأيام الحارة أو عند ممارسة الرياضة، واستشارة الطبيب قبل تناول أي مسكنات إذا كنت تتناول أدوية ضغط، ومراقبة أعراض الكلى مثل قلة إدرار البول وتورم في الأطراف وإرهاق غير معتاد.

تكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تنبه إلى خطر غير معروف سابقا، وتقدم تفسيرا علميا للآلية المؤدية للتلف، وتوفر بدائل عملية للمرضى كما تؤكد على أهمية التوعية الدوائية.