دور الدماغ في اضطرابات الرغبة الجنسية الناقص النشاط HSDD لدى الرجال والنساء

علوم

آليات عصبية متباينة في الدماغ سر اضطراب الرغبة الجنسية الناقص HSDD بين الرجال والنساء

12 حزيران 2024

كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة Scientific Reports عن الآليات العصبية المتميزة الكامنة وراء اضطراب  الرغبة الجنسية الناقص النشاط HSDD لدى الرجال والنساء، 

حيث وجد الباحثون اختلافات كبيرة في نشاط الدماغ بين الجنسين، مما يساعد على فهم هذه الحالة بشكل أفضل ويمهد الطريق لعلاجات أكثر دقة.

اضطراب الرغبة الجنسية الناقص النشاط HSDD 

تعد الرغبة الجنسية جانباً مهماً من حياة الإنسان، وهي ضرورية للتواصل العاطفي والعلاقة الحميمة والرفاهية العامة، لكن اضطراب HSDD، الذي يتميز بانعدام الاهتمام الجنسي المستمر يؤثر على حوالي 10٪ من النساء و 8٪ من الرجال، وعلى الرغم من كونه حالة شائعة، إلا أن هذا الاضطراب لا يحظى بالدراسة الكافية نسبياً، خاصة عند الرجال، والعلاجات الحالية متاحة فقط للنساء، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى خيارات تشخيصية وعلاجية أفضل للرجال.

الآليات العصبية لاضطراب HSDD بين الرجال والنساء

تؤكد النظرية السائدة لاضطراب HSDD، بحسب الدراسات التي أجريت على النساء، أن التنشيط المفرط لمناطق الدماغ ذات المستوى الأعلى المسؤولة عن المراقبة الذاتية يؤدي إلى انخفاض النشاط في المناطق المشاركة في الإشارات العاطفية والجنسية، ومع ذلك، فإن هذه النظرية لا تأخذ في الاعتبار الرجال الذين يعانون من HSDD، ولمعالجة هذه الفجوة، هدف الباحثون إلى إجراء مقارنة مباشرة بين الآليات العصبية لاضطراب HSDD لكلا الجنسين باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي. 

وقال مؤلف الدراسة ألكسندر كومنينوس، الأستاذ في جامعة إمبريال للرعاية الصحية التابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن: "نحن مهتمون بفهم أفضل لمناطق المخ التي تتعطل لدى الأفراد الذين يعانون من انخفاض الرغبة الجنسية، إن الفهم الأفضل سيؤدي إلى علاجات أفضل لأنه لا توجد علاجات مرخصة لدى الرجال، أما عند النساء، فإن العلاجات المتوفرة فقط في أمريكا الشمالية لها فعالية محدودة وتحمل آثاراً جانبية غير مرغوب فيها مثل النعاس والغثيان والإغماء".

قياس نشاط الدماغ عند اختبار الإثارة الجنسية

وفي دراستهم الجديدة، قام الباحثون بتجنيد 32 امرأة قبل انقطاع الطمث و 32 رجلاً، تم تشخيصهم جميعاً بأنهم مصابون باضطراب HSDD ولا يعانون من الأمراض النفسية ولا يتناولون أي نوع من الأدوية، وخضع المشاركون، الذين كانوا في علاقات مستقرة، لعملية فحص مفصلة، بما في ذلك التاريخ الطبي، والاستبيانات النفسية، واختبارات الدم للتأكد من الصحة الطبيعية واستبعاد تشوهات الغدد الصماء.

وخلال الدراسة، شاهد المشاركون مقاطع فيديو جنسية ومقاطع فيديو تدريبية أثناء خضوعهم لفحوصات الرنين المغناطيسي الوظيفي، وتم اختيار مقاطع الفيديو الجنسية بناءً على تقييمات مجموعات التركيز من الأفراد الأصحاء للتأكد من أنها مثيرة جنسياً، وبعد كل فيديو، قام المشاركون بتقييم مستوى الإثارة لديهم، وتم قياس نشاط الدماغ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، مع التركيز على المناطق المرتبطة بالمعالجة الجنسية والعاطفية.

كيف تؤثر المحفزات الجنسية على أدمغة مرضى اضطراب HSDD ؟

وكشفت الدراسة عن أوجه التشابه والاختلاف في أنماط تنشيط الدماغ بين الرجال والنساء الذين يعانون من اضطراب HSDD، حيث أظهر كلا الجنسين أنماطاً عامة مماثلة من التنشيط استجابةً للمحفزات الجنسية ، مع زيادة النشاط في مناطق مثل الجسم المخطط، والقشرة البصرية، والمخيخ، والقشرة الحزامية الأمامية، ومن المعروف أن هذه المناطق متورطة في المعالجة الجنسية.

ومع ذلك، ظهرت اختلافات كبيرة في حجم ومناطق محددة من التنشيط، حيث أظهرت النساء المصابات باضطراب HSDD نشاطاً أكبر في المناطق الحوفية مثل اللوزة الدماغية والجسم المخطط والمهاد، والتي ترتبط بالمعالجة العاطفية والدافع الجنسي، وفي المقابل، أظهر الرجال نشاطاً أكبر في القشرة البصرية، مما يشير إلى زيادة الحساسية للإشارات الجنسية البصرية .

جامعة إمبريال لندن