فيلم "الديكتاتور العظيم" الذي كسر تشارلي تشابلن فيه صمته

منوعات

انتقد نظام هتلر.. ما لا تعرفه عن فيلم "الديكتاتور العظيم" الذي كسر تشارلي تشابلن فيه صمته

22 تشرين الأول 2020 17:00

انتهى مع بداية عام 1927 عصر الأفلام الصامته، عندما سخر الممثل والناقد السينمائي آل جولسون في فيلم "مغني الجاز" قائلاً أن المشاهدين لم يسمعوا شيئا بعد. ثم انتقل كل من ستان لوريل وأوليفر هاردي، الممثلين المخضرمين في الأفلام الصامتة، للعمل في فيلم "مميزين كما نحن" الصادر عام 1929، والذي كان أول أفلامهما المنطوقة.

مع ذلك، حافظ تشارلي شابلن، أحد أعظم نجوم تلك الفترة بلا منازع، على تمثيله الصامت خلال فيلم "السيرك" الصادر عام 1928، وفيلم "أضواء المدينة" الصادر عام 1931، وفيلم "الأزمنة الحديثة" الصادر عام 1936. حيث أنه سرعان ما أصبح واضحاً أنه على الرغم من سعادة المشاهدين بالتقنيات السمعية والبصرية الجديدة، أنه سيتحدث فقط إذا كان لديه شيء ليقوله.

وبتاريخ 15 أكتوبر من عام 1940، أي قبل 80 عاما من الآن، جاءت تلك اللحظة التاريخية في فيلم "الدكتاتور العظيم"، وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في ذلك الوقت: "لم يتم التوقع بأن هناك أي حدث في تاريخ الشاشة يمكن أن يكون أكثر إثارة ومفعماً بالأمل من هذا الحدث".

وفي الفيلم، يلعب تشابلن شخصيتين رئيسيتين، الأولى هي بطل الرواية، الذي يشار إليه فقط باسم "الحلاق اليهودي"، وهو رجل أصيب في الحرب العالمية الأولى ودخل المستشفى لسنوات عديدة، وبقي يعاني من فقدان الذاكرة ولا يعرف حتى بلده " توماينيا"، التي أصبح يحكمها الآن ديكتاتور مستبد. ولكنه يعود إلى المنزل ليتولى إدارة محل والده للحلاقة في الحي اليهودي.

فيلم "الديكتاتور العظيم" الذي كسر تشارلي تشابلن فيه صمته

وبعد ذلك، سرعان ما يقع في حب الفتاة المحلية "هانا"، ويقع في قبضة بلطجية النظام. وفي هذا الدور، يتمسك تشابلن إلى حد كبير بالتمثيل الإيمائي والتهريج الذي كان يعرف له الجميع بأنه سيد متقن له، حيث كان يحلق لزبون على أنغام رقصة يوهانس برامز الهنغارية رقم 5، ويتكلم قليلا بصوت حزين مخيب للآمال.

و بدلاً من ذلك ، فإن مشاهد تشابلن مع "أدينويد هاينكل"، الديكتاتور القاسي الذي يحمل عنوان الفيلم اسمه ، هي التي توفر أكثر المشاهد التي لا تنسى . بداية من مشهد قتال الطعام مع الدكتاتور الذي لعب دوره جاك أوكي ببراعة تامة ، و تسلسل الرقص مع الكرة الأرضية و الخطاب المبتذل للجماهير بعنوان "الديمقراطية Shtunk!" ، التي اعتبرت من أفخم المشاهد الساخرة في التاريخ .

كما وقال أحد النقاد المراجعين في ذلك الوقت: "مهما كان القدر الذي كان يحاول أن يكون عليه تشابلن، فيبدو أن تشابلن قد دمر صورة أدولف هتلر الكاريكاتورية بالكامل".

والجدير بالذكر أن التشبيه بين تشارلي تشابلن وأدولف هتلر يعود إلى وجود بعض أوجه التشابه بينهما بخلاف الشارب الذي يشبه فرشاة الأسنان. فقد كانا في نفس العمر، وولدا في نفس الأسبوع، ونشأ كلاهما في فقر، وعلى الرغم من أن هتلر كان أطول بعشرة سنتيمترات، إلا أنه ينظر إلى كليهما أنهما رجال قصيري القامة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا التشابه قد أثار استياء النظام النازي بقيادة هتلر، فعلى الرغم من حقيقة أن تشابلن لم يكون يهوديا في الواقع، إلا أنه قد تم استهدافه إعلاميا لفترة طويلة بوصفه " بهلوانا يهوديا مثيرا للاشمئزاز"، وتم حظر عرض جميع أفلامه أو الأفلام التي يشارك فيها في ألمانيا النازية.

كما وتجدر الإشارة إلى أن فيلم "الدكتاتور العظيم" قد حظي بشعبية كبيرة عند صدوره، ليصبح ثاني أعلى فيلم ربحا في شباك التذاكر الأمريكي عام 1940. وتبنته الحكومة البريطانية كعمل دعائي. ومع ذلك، عندما بدأ تشابلن في جعل نقد فيلمه لنظام هتلر بعيدا عن توقعات الجميع، تم الإعلان عن المشروع على الرغم من أن بريطانيا لم تكن في حالة حرب مع ألمانيا بعد، وقالت أنها ستحظر أي عروض كجزء من سياستها الاسترضائية لألمانيا النازية.

وكانت الولايات المتحدة تحافظ على الحياد و قانون هايز، الذي يحكم إنتاج هوليوود السنيمائي بالكامل، ويحظر انتقاد القادة الأجانب.

وفي عام 1935، أُجبر ماركس براذرز على إسقاط عبارة "لا يمكنك تحويلنا جميعا إلى موسوليني" من فيلم "ليلة في الأوبرا".

النهضة نيوز