بريطانيا تدشن أول فرقاطة من نوع "تايب 26" لتعزيز الحرب المضادة للغواصات

التفوق البحري البريطاني يتجدد.. التفوق البحري البريطاني يتجدد.. "غلاسكو" تقود الجيل الجديد من الفرقاطات

في حدث عسكري كبير حضره كبار المسؤولين والأميرة ويلز، دشنت البحرية الملكية البريطانية فرقاطتها الحديثة "إتش إم إس غلاسكو"، الأولى من فئة "تايب 26" المصممة خصيصا لمهام الحرب المضادة للغواصات، وجرى الاحتفال في حوض بناء السفن التابع لشركة "بي إيه إي سيستمز" بمدينة غلاسكو، حيث أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن السفينة ستكون العمود الفقري للحماية البحرية، خاصة لحماية حاملات الطائرات والردع النووي البريطاني من التهديدات تحت الماء. ومن المقرر أن تدخل الخدمة الكاملة بحلول 2028.

برنامج "تايب 26" استثمار بقيمة 7.9 مليار جنيه إسترليني

بدأ برنامج "تايب 26" المعروف سابقا باسم "سفينة القتال العالمية"، كبديل للفرقاطات القديمة من فئة "تايب 23" وبعد سنوات من التطوير، منحت الحكومة البريطانية عقدا بقيمة 3.7 مليار جنيه لشركة "بي إيه إي سيستمز" في 2017 لبناء ثلاث سفن، تلاه عقد ثان بقيمة 4.2 مليار جنيه في 2022 لبناء خمس سفن إضافية.

وتمتلك الفرقاطة إزاحة كاملة تبلغ 8000 طن وطولا يقارب 150 مترا وتستخدم نظام دفع CODLOG الذي يجمع بين التوربينات الغازية والمحركات الكهربائية، مما يقلل من الضوضاء تحت الماء وهو عامل حاسم في عمليات البحث عن الغواصات، كما تصل سرعتها إلى 26 عقدة مع مدى يزيد عن 7000 ميل بحري.

أسلحة متطورة وقدرات تشغيلية متعددة

تتميز غلاسكو بأنظمة استشعار متقدمة منها: رادار "تايب 997 آرتيسان" ثلاثي الأبعاد، وسونار "2087" للسحب الخلفي، وسونار "تايب 2150" من "ألترا إلكترونيكس".

أما التسليح فيشمل 12 صومعة إطلاق رأسية لـ 48 صاروخ "سي سيبتور" المضاد للطائرات و24 صومعة "مارك 41" لإطلاق صواريخ "توماهوك" و"نافال سترايك" ومدفع بحري عيار 5 بوصات ومدافع رشاشة للدفاع القريب، بالإضافة إلى منصة طيران تستوعب مروحيات "ميرلين" أو "وايلدكات" والطائرات المسيرة.

وتضم السفينة حجرة مهام مرنة يمكن استخدامها لنشر الزوارق المسيرة أو معدات خاصة، مما يتيح لها تنفيذ عمليات إنسانية أو مكافحة القرصنة بجانب دورها الأساسي في مكافحة الغواصات.

لا تقتصر أهمية "تايب 26" على بريطانيا فقد اعتمدتها أستراليا (تحت اسم "فئة هانتر") وكندا (تحت اسم "فئة ريفر") في برامج تحديث أساطيلهما، لتصبح بذلك أكبر مشروع فرقاطات عالمي يشمل 29 سفينة

ومع دخول "إتش إم إس غلاسكو" الخدمة، تؤكد بريطانيا مجددا ريادتها في التكنولوجيا البحرية وقدرتها على التعاون مع حلفائها لمواجهة التحديات الأمنية المستقبلية.