في عملية استمرت أربعة أيام، نشرت البحرية الملكية البريطانية سفنا حربية ومروحيات لمراقبة السفن الروسية التي تعبر القنال الإنجليزي وبحر الشمال، وشملت العملية المدمرة المتطورة من فئة "تايب 45" (إتش إم إس دنكان) وسفينة الدورية (إتش إم إس ميرسي)، اللتين تولتا مهمة تعقب الفرقاطة الروسية "بويكي" من فئة "ستيريجوشي".
إن هذه العمليات تأتي في إطار جهود حلف الناتو لتعزيز اليقظة الأمنية في المناطق البحرية الحيوية، خاصة مع تزايد الوجود العسكري الروسي قرب المياه الإقليمية البريطانية، وأكد مسؤولون بريطانيون أن هذه المهام تعكس استعداد البحرية الملكية الدائم لحماية المصالح البحرية للبلاد.
الفرقاطة "بويكي" الروسية أسلحة متطورة واستفزاز بحري
الفرقاطة الروسية "بويكي" التابعة لأسطول البلطيق، مزودة بأنظمة تسلح متقدمة تشمل صواريخ "يوران" المضادة للسفن، وصواريخ "ريدوت" للدفاع الجوي، بالإضافة إلى طوربيدات ومدفع بحري عيار 100 ملم، كما تحمل على متنها مروحية "كا-27" لمهام مكافحة الغواصات والمراقبة.
حركة هذه السفينة في القنال الإنجليزي تعتبر جزءا من استراتيجية روسيا لتعزيز وجودها العسكري في الممرات البحرية الحيوية، وكذلك لحماية السفن الخاضعة للعقوبات الغربية، وقد سبق أن رافقت السفينة الروسية ناقلات نفط خاضعة للعقوبات الأوروبية والبريطانية، في خطوة اعتبرت تصعيدا واضحا.
كيف تستعد بريطانيا لمواجهة التهديدات الروسية في البحر؟
وردا على التحركات الروسية كثفت بريطانيا عمليات المراقبة باستخدام سفنها المتطورة، المدمرة "إتش إم إس دنكان" مجهزة بنظام صواريخ "سي فيبر" المضادة للجو، ورادارات متطورة قادرة على تتبع التهديدات الجوية والبحرية، أما سفينة الدورية "إتش إم إس ميرسي"، فتلعب دورا حيويا في مراقبة السفن الأجنبية وحماية المناطق البحرية الحساسة.
وأكد وزير القوات المسلحة البريطاني "لوك بولارد" أن البحرية الملكية ستواصل تعقب جميع السفن الحربية الروسية التي تقترب من المياه البريطانية، لحماية البنية التحتية الحيوية مثل الكابلات البحرية، كما أشار قائد المدمرة "دنكان" إلى أن هذه العمليات تثبت جاهزية البحرية البريطانية والتزامها بالأمن البحري.
وخلال عام 2025 تصاعدت المواجهات بين البحرية البريطانية والسفن الروسية، حيث تم تعقب غواصة روسية في مايو/أيار، كما رصدت مجموعة بحرية روسية كبيرة في فبراير/شباط تضم سفن إنزال ودعم لوجستي، فهذه التحركات تعكس تصاعدا ملحوظا في النشاط العسكري الروسي قرب المياه الأوروبية، مما يزيد من أهمية عمليات المراقبة والرد الغربي.