مريم البسام توضح موقفها من الحملة على ليال الاختيار وتكشف سبب السجال مع ديما صادق

مريم البسام تستحضر الماضي وتحدد موقفها من القضايا الساخنة

كشفت الإعلامية اللبنانية مريم البسام مديرة الأخبار والبرامج السياسية في "قناة الجديد"، العديد من الجوانب المهنية التي تحكم عملها وصياغتها للأخبار، وسلطت الضوء على خلافها مع الإعلامية ديما صادق وموقفها من الحملة على الإعلامية ليال الاختيار، ورؤيتها للحرب في غزة.

وجاء ذلك خلال مشاركتها في مساحة صوتية مميزة أدارتها الإعلامية نضال الأحمدية على منصة (X)، وصل فيها عدد الحضور إلى 33 ألف شخص، وشارك فيها الإعلامي اللبناني نيشان وعدد من الشخصيات الإعلامية، لتكون واحدة من المساحات الناجحة التي تديرها نضال الأحمدية وتستضيف فيها أهم الشخصيات وتلقى رواجا وتفاعلا كبيرين.

مريم البسام تستدل ببداياتها للتأكيد على ضرورة التعايش في لبنان

واعتبرت الإعلامية مريم البسام بأن لبنان هو أكثر بلد يستحق أن نتكلم فيه عن ميزة التسامح والغفران، مشيرة إلى أن ما نشاهده على وسائل التواصل الاجتماعي من سجالات واختلافات ومعارك طاحنة ليس صحيحا مئة في المئة ولا يعكس ما في قلوب اللبنانيين تجاه بعضهم، فلبنان مساحة مميزة. 

وضربت مثالا على التسامح من حياتها الخاصة، موضحة بأنها فقدت والدها الذي تم خطفه في بداية الحرب الأهلية اللبنانية، وحينما أصبحت إعلامية كانت أمام من خطفوا والدها في أول مهمة إعلامية لها، وكانت مضطرة لتقبل الواقع بأن اللبنانيين من كل الشرائح سيحيون سويا ويجب أن يضغط كل منهم على نفسه لمسامحة الآخرين ولكي ينسى ويكمل الطريق مع أبناء بلده، وبأنها يجب أن تتعاطى مع هؤلاء مثل ما تتعاطى له مع غيرهم، وبأنها كصحفية مبتدئة حينها يجب أن تكون في جميع الأماكن لكنه لن تكون لفئة محددة ولا أن تخطف على الهوية بكتاباتها، بل يجب أن تتسع كتاباتها للجميع، وتمكنت حينها من كتابة الخبر المتمحور حول ذات الفئة التي خطفت والدها بطريقة محايدة قدر الإمكان، وتحدثت بلسان كل اللبنانيين ولبس بلسان الفتاة التي فقدت والدها، وكان ذلك بمثابة درس لها للمستقبل.

وتمنت البسام من الجميع بأن لا يأخذوا ما تكتبه إن كان خبرا أو منشورا كما لو أنها تفرض عليهم أفكارها، أو ترسم شعارا لا يعجبهم، مبينة بأن لبنان يتسع للكثير من الخيارات والمساحات والرأي الحر، وترغب في أن يكون ما تكتبه ليس مؤطرا في طائفة أو أحزاب بل أن يكون لبنانيا.

وردا على سؤال من الإعلامي نيشان إن كانت تصيغ أخبارها كمحايدة أم كإنسانة لديها احتقان تاريخي وهل تستخدم موقعها لتعبر عن غضبها من حالة ما وهي لديها المنبر والسلطة الإعلامية كرئيسة تحرير قناة الجديد والناس يستمعون إلى مقدماتها الإخبارية، نفت البسام ذلك بشدة مؤكدة بأنها في كثير من الأحيان كانت تتلاقى في الطروحات مع قضايا يقدمها بعض الأحزاب التي لا تتلاقى معهم في أشياء أخرى، وهي تنظر بذات النظرة لكل الأحزاب التي شاركت بالحرب اللبنانية بحسب المواضيع المطروحة، وبأنها لا تتكلم وفق ما تراه لوحدها بل تتابع الأخبار وترى الناس وتطلع على نبضهم ومن خلال ما ينشرونه على وسائل التواصل لتكتمل حينها الصورة وتصنع من كل ذلك في المساء نشرة إخبارية محايدة إلا في العداء لإسرائيل هذا الأمر الذي لا حياد فيه، وأيضا في قضايا الفساد فلا حياد مع السارقين الذين نهبوا البلد ولا خطوط حمراء في ذلك مع أي من الأحزاب والمكونات السياسية في لبنان.

وأكدت على ضرورة التعايش في لبنان كحقيقة واقعة وبأنه لا يمكن للبنانيين إلا أن يشعروا بأن شريكه في الوطن هو جاره وأخوه، فلا وجود للحدود والمسافات بينهم ولا يجب لهم أن يقبلوا بالتقسيم، رافضة الكلام عن التفرقة وفكرة هذا لبنانكم وهذا لبناني، لأن هذا هو لبنان.

مريم البسام توضح سبب السجال مع ديما صادق

وتطرقت مريم البسام إلى الإشكال الذي حدث بينها وبين الإعلامية ديما صادق كنموذج للإجابة على سؤال الإعلامي نيشان عن إصرارها على الرد على بعض ما يورده وينشره بعض الصحفيين، مبينة بأنها كانت تسمع الحلقات التي تتحدث بها الإعلامية صادق ولا ترد عليها، وبأنها تحترم خيارات زملائها وعملهم وتحاول قدر الإمكان تجنب الرد عليهم، لكن حينما يصل الأمر إلى تزوير التاريخ الذي عاشته فلا تستطيع عدم الرد.

واستدلت البسام على ذلك بما قالته صادق في إحدى حلقاتها بأن الجيش الإسرائيلي توقف خارج بيروت ولم يدخل إليها، وخاطبتها بأنها تحترم عملها كثيرا لكنها ابنة بيروت وكانت في فترة الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، وكانت تعلم وتتلمس الأمور والأحداث، مذكِّرة بما فعله خالد علوان في قهوة الويمبي ببيروت، في إشارة إلى العملية التي نفذها المقاوم خالد علوان في أيلول عام 1982، حبنما قتل برصاص مسدسه أربعة جنود وضباط إسرائيليين كانوا في مقهى الويمبي في شارع الحمراء ببيروت، وأكدت بأن إسرائيل احتلت بيروت لأيام لكنها لم تستطع البقاء فيها وقالت جملتها الشهيرة: " يا أهالي بيروت نحن خارجون لا تطلقوا النار"، وأوردت العديد من الحقائق التاريخية التي أخطأت بها الإعلامية ديما صادق ومنها عدم معرفتها بمن خاض معركة خلدة وبأن حركة أمل كانت على علاقة بهذه المعركة، مطالبة أمثال ديما صادق بأن يدعوا أمهاتهم تروي لهم عن هذه الحقائق التي عاشها أبناء بيروت.

وردت على ما خرجت به صادق من استنتاج بأن أهل جنوب لبنان وبلدة حولا بالتحديد هم من كانوا يعتدون على العصابات الإسرائيلية عام 1948 وكانوا يدخلون إلى إسرائيل، مبينة بأنهم كانوا يدخلون حينها إلى فلسطين لأن إسرائيل لم يكن لها وجود، فكانوا يدخلون لمساعدة الفلسطينيين، مؤكدة بأنها لا تستطيع السكوت عن هذه الحقائق الخاطئة التي تمس جزءا من بلدها وعداءها مع إسرائيل.

البسام تحدد موقفها من الحملة على ليال الاختيار

وعلقت مريم البسام على استضافة الإعلامية اللبنانية في قناة العربية ليال الاختيار، المتحدث باسم جيش الاحتلال الاسرائيلي أفيخاي أدرعي، والتي خاطبته فيها بـ "الأستاذ"، وما رافق ذلك من حملة استهدفتها وصدور مذكرة بحث وتحر بحقها من النيابة العامة العسكرية في لبنان.

ورأت عدم جواز استضافة أي شخصية من العدو الإسرائيلي، منتقدة ما سمته "التشاطر" الذي دافع به البعض وخاصة من قناة العربية عن استضافة الاختيار لهذه الشخصية الإسرائيلية أو غيرها، بالتعليل بأنها أوقفته خلال الحوار عند حده، مبينة بأنهم يحاورون عدوا بعض النظر إن كانت قد وبخته أو كانت أقوى منه فليس الجدل هنا، فأنت تفعل أمرا يخالف القانون اللبناني، تتعاطى وتتواصل مع عدو، مشيرة إلى أن الاختيار كانت تستطيع بأن لا تقبل استضافته وفي المحطة التي تعمل بها الكثير من الإعلاميين الذين لا تعتبر دولهم إسرائيل عدوا.

ونوهت بأنها ورغم إدانتها لكل الزملاء الذين حاوروا قادة إسرائيليين إلا أنها لم تتحدث عنهم سابقا، لكن الحوار في فترة حرب غزة مؤذ جدا، والمؤذي أيضا أن تخاطب أفيخاي أدرعي بالأستاذ، فمن هو كي أقول له هذا وكل مقاطعه المصورة خاطئة ومبنية على الخطأ، مؤكدة بأنها لا تحاور إسرائيليا أبدا ورفضها لذلك مبدأي، وبأنها تستطيع أن تُخرج لهم أخطائهم وتصنع عنها تقارير.

وانتقدت تصرف لبنان والمحكمة العسكرية في قضية ليال الاختيار وغيرها، مبينة بأنها ضد كل التدابير التي صدرت بحق الاختيار، وبأن كان يمكن انتقادها وحين مجيئها إلى لبنان تتعرض للمساءلة وتوجيه ملاحظة لها بأن القانون يسمح لها ببعض الأمور ويمنع عنها بعضها، وهذا الأمر لم يحصل مع ليال أو مع غيرها، ومن الخطأ منعها من دخول لبنان وخذا الأمر مدان ومرفوض، لكنها لا تسمح أن يتم تصوير هذا الأمر بأنه فضية اغتيال فهذه ردود أفعال لا تصل لمكان، ولن يصل احد إلى مثل هذه المرحلة الخطرة بحق إعلامي لبناني ولا نسمح بأن تصل الأمور لهنا كإعلاميين، وبالتأكيد نقف في هذه الحالة مع ليال وغيرها.

موقف مريم البسام من رياض سلامة

وتعقيبا على ذلك قارن الإعلامي نيشان في سؤال للإعلامية البسام بين استضافة المسؤولين الإسرائيليين واستضافة القنوات اللبنانية لحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة الملاحق بموجب القانون اللبناني، ومخاطبته بالأستاذ والفخامة وصاحب السعادة، لافتا إلى أن اللبنانيين يتسامحون مع الرموز ويغتالون أمثال ليال الاختيار بسبب كلمة أستاذ لمسؤول إسرائيلي.

وفي معرض رد مريم البسام اعتبرت بأن من حق نيشان أن يدافع كما يشاء عن ليال الاختيار لكن فيما يتعلق برياض سلامة فإنه لبناني وقد صرف على السارقين في لبنان وهم كثر، وكان فردا صمن مجموعة، وقد أنزلنا غضبنا على هذا الفرد ونسينا المجموعة، فمن بداية تسعينات القرن الماضي كنا نعيش على دولار وهمي، وجاءت التركيبة بتوافق من أمريكا وسوريا والسعودية وإيران، وجاءت برفيق الحريري رئيسا للحكومة، وأصبح هناك ترويكا تحكم في لبنان وأصبح رياض سلامة يصرف على الذين يحكمون، والآن يحاكمون فردا من صمن منظومة كاملة، مؤكدة بأن سلامة متورط في الصرف على هذه المجموعة، وبأنه ليس بريئا وهو مثل نبيه بري ووليد جنبلاط وحزب الكتائب وفيما بعد حزب القوات اللبنانية ومثل الجميع، ولا نظن بأن القوات حينما التحقت بالثورة أصبحت خارج المنظومة، فكل من دخل السلطة هو شريك في هذا النظام الذي يموله رياض سلامة.

مريم البسام تكشف موقفها من حماس

وحول ذات الموضوع لفت الإعلامي اللبناني وائل صقر العامل في قناة العربية إلى أنه استفز من كلام الإعلامية مريم البسام حول قضية ليال الاختيار متخذا جانب الدفاع عن استضافتها للمتحدث الإسرائيلي ومخاطبته بالأستاذ، ومبينا بأنهم يقومون بشكل دائم باستضافة العديد من الشخصيات الإسرائيلية والمجيء بمصريين للحوار معهم لأنهم الوحيدون الذين يقبلون بذلك، وبأن ليال أو غيرها يديرون الجلسة بحكم عملهم، متسائلا عن سبب تفاعل قضية الاختيار والحملة ضدها بالتحديد.

وتساءلت البسام في معرض إجابتها على الإعلامي صقر إن كان أي كان فد سأل نفسه عما يجري في غزة منذ 7 أكتوبر حتى اليوم، وبأنهم يحرمون أعينهم من النوم لإحساسهم بأن هناك في غزة أناس لا ينامون وبأن أطفال غزة يموتون ولا يمتلكون بيوتا، قائلة له: " وأنت تسأل لماذا الحملة على الاختيار".

وعلقت على ما تساءل عنه صقر أيضا في معرض دفاعه عن استضافة إسرائيليين، عن سبب وجود قيادات حماس بأفخم القصور في الخارج ولما كان الصف الثاني من قياداتها الساعة العاشرة صباحا في 7 أكتوبر ذهبوا إلى معبر رفح وغادروا غزة إلى الخارج، فيما شعب غزة يموتون، وردت البسام بالقول: "من قال لك بأننا لا ننتقدهم وننتقد خطاباتهم التي لا نشعر بأنها موصولة مع أبناء غزة".

وشددت على جرأتها في انتقاد أي كان، وبأن ليس كل قيادات حماس لهم مواقف صحيحة، وأضافت بأنها على المستوى الشخصي كان لها انتقاد على حماس في داخل غزة أيضا، من خلال رفض المجتمع المنغلق ومحاولة تصوير غزة على أنها الإخوان المسلمون، وعلى أنها شعب مفصول عن الشعب الفلسطيني، مشيرة إلى أنهم يرون عزة جزءا من فلسطين والخطاب اليوم يتخطى حماس ويتخطى الانتقاد لها أو للسلطة الفلسطينية أو أي فصيل آخر يقاتل على أرض المعركة، فالقضية الأسمى الآن هم الناس وهذه الحرب الجائرة غير المتكافئة التي تقف وراءها الولايات المتحدة الأمريكية وليس إسرائيل فقط.

البسام توضح رؤيتها لنهاية الحرب في غزة

وعن الحرب في غزة اعتبرت البسام بأننا لا يمكن أن نتحدث بعبارة نصر غزة دون أن نحيي ونتوقف عند كل دم سال في غزة وخصوصا من المدنيين والصحفيين، لكننا نستطيع القول في المقابل بأن إسرائيل مهزومة، وبأنها هزمت منذ السابع من تشرين الأول الساعة السابعة، وبعد هذا التوقيت لم تحقق أي تقدم وكل ما تنتصر عليه هو دماء المدنيين، وما هي الغنيمة العسكرية التي حصدوها من حرب غزة، وكم حجم الضرر في قدرات المقاومة الفلسطينية، ورأت بأن إسرائيل إن تمكنت اليوم من قتل يحيى السنوار أو محمد الضيف فسيعلنون نهاية الحرب، لأن الإسرائيلي يعتقد بأن في ذلك ثمن يقدمه لمجتمعه بأنه قد ربح الحرب، وسوى ذلك لا مجال إلا الذهاب إلى المفاوضات ولا وجود لحل ثان مع عدم قدرة إسرائيل على سحق القدرات العسكرية لحماس، مذكرة بالصواريخ التي أطلقتها حماس على تل أبيب في ليلة رأس السنة بعد كل هذه المدة من القصف والحرب البرية، والتي أثبتت قدرتها على إطلاق الصواريخ، معتبرة بأن الإسرائيلي كاذب وإعلامه يفضحه، وبأن الداخل الإسرائيلي ينتظر نتنياهو وحين يعلن وقف الحرب سيدخل السجن، وشبهت المعركة بعض الأصابع وستستمر لفترة بحسب رغبة الأمريكي الذي بدأ بسحب أساطبله وهو الذي يحدد مصير الحرب أكثر من نتنياهو.

وفي سياق آخر أشارت إلى أن تمويل قناة الجديد هو حصرا من عملهم ومن الإعلانات ومن عمل الأستاذ تحسين الخياط في عالم الكتب، وفي كل عام تحاول المؤسسة تخفيف ميزانيتها، ونأمل دائما أن نستمر وأن نتمكن من تأمين بعض المعدات وأن يبقى لدينا حلم بالتطور على الأقل، فلو كان يوجد أنظمة تمول الجديد لم يكن لدينا هذه الانشغالات بكيفية البقاء والاستمرار دون تمويل من أي كان، لأنه لا وجود لتمويل إلا ويقابله الخضوع للممول، ولن يكون لك حينها رأي أو قرار

ومن جهتها تساءلت الإعلامية نضال الأحمدية عن سبب تقليل البعض من أي نصر لحماس في ظل حجم الخسائر الكبير في صفوف المدنيين، على الرغم من أن الأمثلة التاريخية تؤكد أن النصر يحتاج لتضحيات وأن تحرر الجزائر كمثال كان بعد أكثر من مليون شهيد.

نيشان يقارن المجازر في غزة مع المجازر الأرمنية

وعلق الإعلامي نيشان مذكرا بالمجزرة التي ارتكبها العثمانيون عام 1915 بحق الأرمن والتي راح ضحيتها مليون ونصف أرمني، مشيرا إلى أن التاريخ يذكر بأن هذه المجازر هي أكبر وصمة عار على جبين الإنسانية، لكن اليوم عام 2023 وما حدث في حرب غزة سيسجل كأكبر وصمة عار على جبين الإنسانية لأن هذا الظلم ترافق مع الكثير من الخذلان، معللا ذلك بأنه كان يقول بأنه لو كان هناك كاميرات عام 1915 لما حصل ذلك الإجرام، لكن اكشتفنا عام 2023 بأنه ورغم وجود كاميرات التلفزيونات والموبايلات والكاميرات والأجهزة الصغيرة فقد وقع الإجرام، وحينما أراد الإسرائيلي اقتراف الجرائم الفظيعة قطع البث لمنع التوثيق، مستنتجا بأن ما حصل سيبقى جريمة دامغة في تاريخ البشرية. 

المصدر: منصة X